لم يكن أكثر العشاق المتشائمين لمنتخبي مصر والمغرب, يتوقع أن ينتهي مشوار الفريقين ببطولة كأس الأمم الإفريقية عند حاجز دور الستة عشر.
وخرجت مصر صاحبة الضيافة على يد جنوب إفريقيا (0-1) من دور الستة عشر للبطولة، بينما ودّع منتخب المغرب النهائيات بالخسارة بركلات الترجيح أمام بنين (1-4)، بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.
خروج مصر والمغرب المبكر جاء بعد أزمات وفضائح مدوية ألقت بظلالها على معسكري المنتخبين, وأدت في النهاية لهذه النتيجة المخيبة.
أزمة حمد الله تضرب الأسود
كانت أزمة عبد الرزاق حمد الله هداف الدوري السعودي ومهاجم فريق النصر حديث معسكر إعداد منتخب المغرب لبطولة كأس الأمم الإفريقية.
وجاء قرار استبعاد حمد الله عقب دخوله في خلافات مع بعض زملائه، وبعد ذلك جاءت ردود الفعل من فيصل فجر لاعب المنتخب المغربي وغيره من اللاعبين بالسخرية من مهاجم النصر، لتؤكد أن الأجواء ليست مثالية في معسكر "الأسود" وأعطت جرس إنذار قبل البطولة القارية.
فضيحة عمرو وردة
في الجانب الآخر، عاش منتخب مصر فضيحة أكبر بطلها عمرو وردة، الذي تحرش لفظيا مع 3 آخرين من لاعبي "الفراعنة" بعارضة أزياء, لكن اتحاد الكرة رفض معاقبته.
بعدها انتشر مقطع فيديو فاضح لوردة بمواقع التواصل الاجتماعي، ليعلن اتحاد الكرة استبعاده من البطولة نهائيا.
وفوجئ الجميع بتمرد لاعبي المنتخب المصري ورفضهم القرار، وعلى رأسهم محمد صلاح، الذي خرج بتغريدة أكد فيها دعمه لوردة ورفضه الاستبعاد النهائي، وكذلك أحمد المحمدي قائد الفريق.
وكانت المفاجأة متمثلة في عودة وردة بعد ضغوط اللاعبين والاكتفاء بإيقافه لنهاية الدور الأول، وهو ما أكد أن لاعبي "الفراعنة" أقوى بكثير من اتحاد الكرة.
الأسود غير جاهزة
عانى المنتخب المغربي من عدم جاهزية بعض نجومه خاصة على المستوى البدني وهو ما أكدته الإصابات التي ضربت اللاعبين خلال البطولة سواء مروان دا كوستا أو نصير مزراوي أو يونس بلهندة أو مهدي بنعطية, حتى أن الفريق لم يدخل أي مباراة مكتمل الصفوف.
وكان الأمر واضحا في خط الهجوم أيضا باختيار خالد بوطيب مهاجم الزمالك المصري, رغم عدم جاهزيته وعودته من إصابة قوية، وهو ما يثير علامات الاستفهام حول اختيارات المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، ومدى مجاملته لبعض اللاعبين الكبار على حساب الفريق نفسه.
أزمات فنية وعلامات استفهام
الوضع لم يكن أفضل في منتخب مصر الذي عانى بشكل واضح من غياب العدالة في اختيارات المدرب المكسيكي خافيير أغيري للقائمة النهائية، وتجاهله عناصر قدمت أداء جيدا في البطولات المحلية والقارية مثل عبد الله جمعة ظهير أيسر الزمالك, وعمرو السولية لاعب وسط الأهلي.
هذا بجانب تجاهل الثنائي المميز بالمهارات والسرعة محمود كهربا جناح فريق الزمالك, ورمضان صبحي لاعب الأهلي.
وضم أغيري بعض اللاعبين غير الجاهزين فنيا وبدنيا مثل عبد الله السعيد, ووليد سليمان بجانب تمسكه ببعض العناصر التي حصلت على فرص عديدة وأثبتت فشلها مثل محمد النني, وعلي غزال, وأحمد حسن كوكا.
اختيار أغيري نفسه لقيادة منتخب مصر صاحبه علامات استفهام كبيرة, خاصة أن المدرب المكسيكي كان متهما في قضايا تلاعب بالدوري الإسباني، وظل تحت طائلة التهديد بالإيقاف بخلاف الدور الغامض لوكيل اللاعبين ممدوح عيد الذي أضاف الإسباني ميشيل سالغادو كمستشار فني دون أن يكون له مهام محددة، وما تردد عن تدخل عيد في اختيار بعض اللاعبين وتجاهل البعض الآخر.