من بين الركام خرج الصيدلاني محمد الشنطي متحديا طائرات الاحتلال التي حولت مكان رزقه حطاما بعد قصف مقر فضائية الأقصى القريب من صيدليته الخاصة.
شعور بالألم تخلل الشنطي وهو يرى حصيلة تعب أكثر من عشر سنوات ما بعد التخرج تهوي أمامه مخلفة ديونا تراكمت لمكان كلف تجهيزه قرابة الــ40 ألف دولار، بعد افتتاحه نهاية العام 2016م.
وسط الصيدلية المدمرة وقف الشنطي خريج كلية الصيدلة للعام 2005 يقلب في الأرفف الملقاة على الأرض قائلا: كان المكان ملئ بالأدوية والمستحضرات الطبية والتجميلية وحليب الأطفال، لم يبق شيء بسبب مخلفات الرصاص التي لوثت المكان وحولت ما يحويه لمواد سامة.
بعض بقايا الأدوية وعلب الحليب الملقاة على الأرض كانت هي فقط ما تبقى من الصيدلية التي حرص الشنطي أن تضم أحدث الأدوية والمستحضرات والأجهزة الطبية بديكورات تجذب الزبائن.
تأخر التعويضات وتراكم الديون على تجار الأدوية دفعا الشنطي لمحاولة الخروج من الأزمة من خلال استغلال صفحة الصيدلية على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمستحضرات التجميل والمكملات الغذائية وبيعها بطريقة "أون لاين".
ويشير الصيدلاني إلى أن دعم الناس وتقبلهم للفكرة جعلاه يكمل الطريق لتعويض بعضا من الخسائر التي تكبدها، لذا لاقت منتجاته رواجا، كونه أيضا يوفر خدمة التوصيل للمنازل.
ولفت إلى أن كثرة المتطفلين على المهنة زادوا من ثقة الزبائن في منتجات الصيدلاني الشنطي خاصة وأنه متخصص ويحرص على بيع المنتجات الأصلية، خاصة تلك التي لا تحتاج لوصفات طبية وبيعها لا يخالف القانون.
بلهجة إصرار يقول: "الضربة التي لا تميتنا تقوينا" الاحتلال يريد من قصفه للصيدلية ارسال إشارة بأن الجميع مستهدف، لكن الفلسطيني مقاوم بالفطرة لا يموت ولا يستسلم، لا ينهض ويعمل في كل الظروف.
وكانت قوات الاحتلال قد استهدفت مقر فضائية الأقصى في نوفمبر 2018، ودمرته بشكل كامل وذلك بعد أن تم قصف المقر بخمسة صواريخ استطلاع، ثم عاود لقصف المكان بصاروخ أف 16 ما الحق إضرارا بالمنازل والمحال المجاورة.