ودّ قسم الاستخبارات في جيش الاحتلال لو استطاع ان يخفف بصورة اكبر حجم الفشل الذي واجهته قواته على ارض خانيونس أمام وحدة قسامية ترأسها الشهيد نور الدين بركة ، فاعترف بوجود فشل ولكنه حاول ان يمرر معلومة جوهرية يبني على اساسها روايته للحادث ، و يقوض من جهة اخرى رواية المقاومة ، ولقد لخص الجنرال عاموس جلعاد رأيه بتحقيق الاستخبارات من حيث كثرة التفاصيل قائلا : من المهم نشر الاعمال البطولية لضباط الجيش ، وهذا على الارجح هو بيت القصيد
رواية اسرائيلية متوازنة تخفف الفشل بابراز او حتى اختلاق ما يمكن اعتباره كبطولة .
لا يستخف الفلسطينيون بحجم قدرات جيش الاحتلال الهائلة ولا بكفاءة الكثير من جنوده و ضباطه ، فمن استخف بعدوه باء غالبا بالفشل ، وفي هذا تكمن قوة رواية البطولة لدى المقاومة في مقابل ما قد يسميه الجيش بطولة افراده ، فالبطل الحقيقي هو من يواجه رغم اختلال موازين القوى ، فأين البطولة لدى جيش يمتلك ميزانية تبلغ 80 مليار شيكل في مقابل ميزانية المقاومة التي لا تتعدى ال 1% من هذه الميزانية ؟ ومن هو البطل في معركة خانيونس ؟ الذي واجه وهاجم رغم امتلاكه الاسلحة الخفيفة ؟ام الذي هرب ولاذ بالفرار رغم امتلاكه الطائرات وكل انواع التكنولوجيا لمواجهة وحدة صغيرة من حيث العدد من وحدات القسام ؟ .
دأبت اسرائيل على اختلاق البطولات و المقولات والروايات ، وقامت وستقوم في الايام القادمة بتوزيع أوسمة شرف على ما تسميه أبطالاً لها كالضابط ايتان الذي لاحق وطارد مقاتلو القسام داخل نفق في رفح ليستعيد منهم الجندي هادار ! واليوم توقف اسرائيل شعبها إجلالا للضابط " ا " الذي نجح بشراسته " البالغة " من تصفية اربعة من مجاهدي القسام دفعة واحدة ، ولكنه اصاب وقتل بالخطأ الضابط " م " في خانيونس ، وهو امر أثار تساؤلات حتى لدى بعض الصحفيين الاسرائيليين . قد تعزي اسرائيل نفسها برواية واحد مقابل اربعة و نقض رواية " المجاهدون قتلوا ضابطا " ، ولكنه عزاء متأخر ولن يمر على بعض الاسرائيليين وعلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني .
تقرير خانيونس ...محاولة لاستعادة كرامة مهدورة
بقلم ناصر ناصر