وكالات
محمود درويش
كعادتها
أنقذتني من الموت زنزانتي
و من صدأ الفكر، و الاحتيال
على فكرة منهكة
وجدت على سقفها وجه حرّيتي
و بيّارة البرتقال
و أسماء من فقدوا أمس أسماءهم
على تربة المعركة
سأعترف الآن،
ما أجمل الاعتراف
فلا تحزني أنت يوم الأحد
و قولي لأهل البلد:
سنرجيء حفل الزفاف
إلى مطلع السنة القادمة
تفرّ العصافير من قبضتي
و يبتعد النجم عنّي.. و الياسمين
و تنقص أعداد من يرقصون
و يذبل صوتك قبل الأوان
و لكنّ زنزانتي
كعادتها،
أنقذتني من الموت
زنزانتي..
وجدت على سقفها وجه حريتي
فشع جبينك فوق الجدار