التقت لجنة فلسطين النيابية خلال زيارتها الى لندن وعلى مدار ثلاثة ايّام مع عدد من النواب واللوردات في مجلس العموم البريطاني ومجلس اللوردات وجرى خلال اللقاء استعراض آخر تطورات القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها عبر الخطة الامريكية المعروفة بصفقة القرن. كما استعرض الوفد ممارسات السلطات الاسرائيلية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وثمن رئيس الوفد النائب يحيى السعود والوفد المرافق مواقف تلك الاحزاب "المعارضة" وكذلك الاعضاء المستقلون لدعمهم المستمر للقضية الفلسطينية وتصويتهم مع مقترح الاعتراف بدولة فلسطين الذي تم قبل سنتين تقريبا وعلى مطالبتهم المستمرة بحل عادل للقضية الفلسطينية عبر اقامة دولة للفلسطينيين وفقا للقرارات والاتفاقيات الدولية. وفي ذات الوقت اكد السعود على عمق العلاقات بين الاْردن وبريطانيا داعيا الى تعزيرها في العديد من المجالات سيما البرلمانية منها .
وقال زاهر بيراوي- رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني الذي ينظم الزيارة ان مثل هذه الزيارات تعتبر غاية في الأهمية لبناء وتطوير علاقات النواب العرب مع نظرائهم الأوروبيين خدمة للقضية الفلسطينية. وأضاف بأن هذه اللقاءات تؤدي إلى تفاعل اكبر من قبل السياسيين والبرلمانيين الأوروبيين مع القضية والحقوق الفلسطينية ومع الرسائل التي يحملها النواب الذين يمثلون شعوبهم من مختلف الشرائح المجتمعية والمشارب السياسية والذين توحدهم القضية الفلسطينية التي ما زالت تعتبر القضية المركزية للشعوب العربية والاسلامية.
وأكد السعود خلال اللقاءات مع النواب واللوردات بان مفتاح حل القضية الفلسطينية لا يكون الا من خلال اعادة الحقوق للفلسطينيين وتمكينهم من تقرير مصيرهم واقامة دولتهم وعاصمتها القدس .
ودعا السعود النواب الى نقل رسالة لقيادات احزابهم اولا والى الحكومة البريطانية من خلالهم مفادها بان البرلمان الاردني ومعظم شعوب العالم العربي والاسلامي مستاءة من الدعم البريطاني الرسمي للممارسات الإسرائيلية في القدس والاقتحامات اليومية للمقدسات وقتل الاطفال واعتقال كبار السن وعدم احترام المعاهدات والقوانين الدولية. كما حذر السعود من خطورة مجاراة السياسة الخارجية البريطانية لسياسات ترامب في المنطقة، والتي لن تجلب السلام للمنطقة وستؤدي الى تأجيج مشاعر الكراهية والعنف في الشرق الاوسط وربما في العالم.
من جهته أكد النائب سعود ابو محفوظ خلال اللقاء على خطر عدم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة في القضية الفلسطينية وعلى ضرورة بذل قصارى الجهود لحماية مدينة القدس ووقف كافة الممارسات العنصرية الاسرائيلية تجاه أهلها ومقدساتها .
بدروه ركز النائب أحمد الرقب على ضرورة دعم الحقوق الفلسطينية بما فيها حقهم بالحرية والعودة وتقرير المصير واقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبهم اكد اعضاء مجلس العموم بان المجتمع البريطاني ليس ضد الشعب الفلسطيني بل يوجد فيه نسبة كبيرة تؤيد الحقوق الفلسطينية ، واكدوا بانهم كأحزاب معارضة سواء الليبراليين او العمال وغيرهم يسعىون جاهدين لتغير مواقف الحكومة للوقوف مع الشعب الفلسطيني، وأكد بعضهم بانه سيتم توجية مذكرات لوزير الخارجية البريطاني تتضمن جملة من مطالب لجنة فلسطين في نقل معاناة الشعب الفلسطيني ومخاطر صفقة القرن على الاردن وفلسطين وعلى السلام في المنطقة.
وأوضح النواب البريطانيون ان المشهد السياسي في بريطانيا مضطرب بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ولكنها اشارت الى تزايد الأمل في اجراء انتخابات مبكرة والتي من المتوقع في حال اجرائها ان تقود المعارضة الى الحكم وبالتالي تغيير في سياسة بريطانيا تجاه قضية فلسطين.
كما اثنى النواب البريطانيون على تطور دور المرأه في الاردن وحضورها في المشهد السياسي الاردني داعين الى المزيد من دعم حقوق المرأة في الاردن وفي العالم العربي بشكل عام.
وتأتي هذه الزيارة في سياق التعاون بين لجنة فلسطين النيابية ومنتدى التواصل الاوروبي الفلسطيني (يوروبال فورَم) بهدف بناء وتطوير علاقات رسمية وبرلمانية وشعبية في بريطانيا خدمة للقضية الفلسطينية وتعزيزاً للرواية الصحيحة للصراع مع الاحتلال ولتوضيح الثوابت الاردنية الداعمة