قائمة الموقع

مقال: بالصوت العالي .. تغيير الوجوه رحمة

2010-09-16T08:15:00+02:00

وسام عفيفة

إليكم مسابقة لمعرفة أبرز الفروق بين 4 صور تشترك في موضوع واحد وهو مبادرات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

الصورة الأولى مشهد توقيع اتفاق أوسلو(1993) , الثانية من مفاوضات كامب ديفيد (2000) , الثالثة مشهد من انابوليس (2009 ), الصورة الرابعة لمشهد ابتسامات عريضة للإعلان عن انطلاق المفاوضات المباشرة (2010).

من باب الاجتهاد يمكن تمييز مجموعة من الفوارق على النحو التالي:

- تتغير الوجوه الإسرائيلية والأمريكية بشكل شبه دائم , في حين الوجوه الفلسطينية ثابتة في كل الصور عدا  رحيل ياسر عرفات من المشهد لوفاته.

إسرائيليا .. ظهر إسحاق رابين بوجه متجهم في أوسلو, وابتسم  أيهود باراك ابتسامة  صفراء في كامب ديفيد , وارتدى أيهود اولمرت وجه الحمل الوديع في انابوليس , وأخيرا ضحك بنيامين نتنياهو  ضحكة ساخرة في صورة شرم الشيخ.

- الأمريكان قدموا لنا في الصور أربع رؤساء ابتداء بجورج بوش الأب مرورا بـــــ بيل كلنتون , وبوش الابن, انتهاء بـــــــ باراك اوبما ,وجميعهم ضحكوا علينا مع بريق الفلاشات..

-  تغيرت وجوه وزراء خارجية الولايات المتحدة , ابتداء من  "ورن كريستوفر" إلى جانب تشكيلة من السيدات على رأسها العجوز صاحبة الاتبسامة الدائمة "مادلين أولبرايت" ثم  السمراء التي أبهرتنا بأسنانها البيضاء "كوندليزا رايس" , انتهاء بالشقراء "هيلاري كلنتون" ’الناقمة على الرجال بعد "فضيحة زوجها بيل مع موظفة البيت الأبيض "مونيكا لونسكي".

- الثابت الوحيد  في الصور الأربع تقريبا , طاقم المفاوضات الفلسطيني .. ينفردون بالابتسامات, مثل نبيل شعث وصائب عريقات, يجيدون التحضين والتقبيل- حتى لو تجاوزوا البرتوكول - على اعتبار أن الأحضان والقبلات الدبلوماسية قد تأسر قلوب الوسيط الأمريكي , أو العدو الإسرائيلي, فنحصل على تنازلات ساخنة , و يبدو أكثر أهمية إذا  كان الهدف عضو الموساد الماكرة تسيفي لفني , أو الأفعى السوداء كوندا , او حتى زوجة الرئيس كلنتون.

-يصطفون (أبطال التفاوض الفلسطيني) في الصور كالأطفال الذين يأسرهم  بريق فلاش الكاميرات..يوزعون الابتسامات , ويفرحون عندما يربت رئيس أمريكي على أكتافهم.

- أبو مازن الثابت الدائم في الصور حتى عندما كان يظهر في بؤرة الصورة الراحل عرفات ,كان يختبئ عباس وراء نظارته, فيما يختبئ خلفه اليوم عريقات, وفياض يختبئ خلف الجميع.

- الثابت الآخر يتعلق بالقناعة الوطنية أن الصور الأربعة في مسابقة الفوارق "خوزقة" القضية الفلسطينية , وان المفاوض الفلسطيني عاد منها بصور للذكرى فقط.

- بينما يغير الأمريكان والإسرائيليون ممثليهم في الصور لضخ الحيوية في مشاريع التسوية, ابتلينا نحن بنفس الوجوه , وكان أولى بالقيادة الفلسطينية أن تشعرنا بتغيير -ولو شكلي- من خلال تغيير "السحنات" على الأقل,  على اعتبار أن تغيير الوجوه  رحمة.

اخبار ذات صلة