الحريق العنصري الذي اشتعل في الأراضي المحتلة قبل أسبوع، كان نتيجة شعور فئة كبيرة من اليهود الأفارقة بالتمييز الذي يمارس ضدهم، فقد خرج الاف اليهود الاثيوبيين "الفلاشا" إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم الإنسانية.
المظاهرات أعادت قضية الأسير الإسرائيلي من أصل أثيوبي "أبرهام منغستو المحتجز لدى كتائب القسام إلى الواجهة، لاسيما بعدما نشرت حماس تزامنا مع الأحداث في "إسرائيل" فيديو بعنوان:" أبراهام منغستو مفقود طي النسيان".
الأفريقي منغستو، لم تطلبه "إسرائيل" من حماس عبر الوسطاء حين فتحهم لقضية الجنود الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وهذا ما أكدته حركة حماس، عبر تصريح صحفي لأحد قادتها عندما قال:" لم تطالب الحكومة الإسرائيلية عبر أي من الوسطاء بفتح قضية المفقود ابراهام منغستو مع قضية أسرى العدو منذ اختفائه، ولم يتم إدراجه ضمن ملف المفاوضات نهائيا".
ووصف الكاتب السياسي نضال سلامة، نشر القسام فيديو "منغستو" وتصريحات القسام بأنه محاولة "ذكية " لاستغلال المظاهرات لتعميق الأزمة في "تل أبيب" وإشعال فتيلا اخرا.
واعتبر أن إعادة طرح ملف الجندي الأسير منغستو قد يصب الزيت على نار مظاهرات "الفلاشا" في "اسرائيل" ما يعطي بعدا اخرا قد يدفع "تل أبيب" الى خيارات صعبة.
وذكر أن تصريحات القسام فضيحة مدوية لحكومة نتنياهو أمام الأقلية الأثيوبية كونه لم يبذل أي جهد لتحرير منغستو ذي الأصول الأثيوبية، ما يعزز الاعتقاد السائد لدى الأقلية الأثيوبية بأنها مهمشة وتعاني من العنصرية.
وسبق أن تظاهرت عائلة منغستو، قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة بالقرب من المنطقة التي اجتاز فيها "منغستو" الحدود.
وطالبت العائلة في حينه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالعمل على الإفراج عن ابنهم الأسير لدى حركة "حماس".
وقالت العائلة: "يبدو أن الحكومة الإسرائيلية نسيت ابننا، ونسيت أنه يهودي واسرائيلي، وعلى نتنياهو أن يتحرك قبل فوات الأوان".
وتصر حركة حماس على أن أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تتعلق بصفقة تبادل الأسرى، "لن تتم إلا بعد الإفراج عمن أطلق سراحهم سابقا ضمن صفقة شاليط، بعد إعادة اعتقالهم".
وكما تؤكد كتائب القسام وجود أسرى إسرائيليين في قبضتها من بينهم الجندي من قوات النخبة الإسرائيلية، أورون شاؤول، الذي وقع في كمين أعدته عناصرها خلال الحرب على غزة في صيف 2014، والملازم الأول هدار غولدن، بالإضافة إلى آخرين.
والدة هدار غولدن تقول:" الحكومة الإسرائيلية ببساطة، تنازلت عن اعادة أبنائنا، وكل مرة يتم فيها الحديث عن هذا الموضوع، ينفخون بالهواء، ثم يوقفون الحديث حول هذا الموضوع".
وصرح والده أن العائلة قررت سابقا إقامة جنازة وبيت عزاء لابنها هدار، وذلك لمنع حماس من الحصول على صورة الانتصار".
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي أوردت الخبر، قال البرفسور سمحا جولدين: "لقد دفنا ما حددته الشريعة اليهودية، وليس هدار".
وفي ذات السياق، هاجم البرفسور جولدين رئيس الوزراء نتنياهو، واتهمه بأنه لا يتحدث أبداً عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس في قطاع غزة، وختم بالقول: "نتنياهو لا يفهم، ويريد المساس بعائلات الجنود، وترك الجنود بأيدي الأعداء".