فصل جديد في وكر محمود الهباش المستشار الديني لرئيس السلطة محمود عباس، تمثل هذه المرة في القاء القبض على نجله الأصغر محمد، بتهمة الاتجار في المخدرات.
لم يدم الاحتجاز طويلا، فسرعان ما تدخل شقيقه الأكبر أنس، وهو صاحب ملف فساد آخر عندما عيّن وكيلا للنيابة وهو صاحب الـ51% من معدله، تلك فضيحة أخرى وجدت طريقها لبيت الهباش.
وكيل النيابة المعين كان أسرع من الجهات القانونية لشقيقه، فأفرج عنه وانتهى الامر وكانه لم يكن، بينما كان مصير المبلغ عن الفساد فايز السويطي، الاختفاء تماما عن المشهد.
فضيحة الهباش التي دوت ارجاء الوسائط المتعددة عبر منصات الاعلام الجديد، هي واحدة من قضايا عديدة تلاحق الرجل "المطرود من حماس" على خلفية جرائم أموال وشبهات أخرى.
كان الرجل الأقرب الى محمود عباس "ومن يهمس في أذنيه" على حد المقربين منه، أكثر الشخصيات التي لاحقته قضايا فساد، ليس آخرها تعيين ابنته ملحقًا في احدى الدبلوماسيات الفلسطينية بالخارج.
فضيحة ثالثة أو ربما رابعة عبرت ويكأنها لم تكن، عند الرجل الذي صمّت آذانه تجاه ما تلاحقه من جرائم أخلاقية ومالية وحتى سياسية وهو لوقت قريب المفاوض السري مع المسؤولين الإسرائيليين في عواصم عربية، تبعا لما كشفته صحف عبرية قبل فترة قريبة.
الهباش!، طارئ جديد على فتح أو ربما "الشيخ الساحر" كما يحلو وصفه من قيادات فتحاوية، تقول إنّه الأقرب لعباس حتى من زوجته، بل قيل أيضا أنه صاحب العلاقة العائلية بين الطرفين.
وصل تأثيره حد عجز محمد اشتيه رئيس وزراء فتح، تعيين وزيرا للأوقاف لم يرضى عنه الهباش، فأصبح رئيسا للوزراء ووزيرا للأوقاف والداخلية معا!.
فاق تأثيره أكثر من ذلك، حين انتدبه عباس لإجراء مفاوضات مع شخصيات إسرائيلية في عمان، كان الشيخ الأقرب للحاخامات من رئيس طاقم المفاوضات المخضرم صائب عريقات، فغلب الشيخ المفاوض!
مصادر فتحاوية لم تستطع داخل منصاتها الداخلية إخفاء فضيحة الهباش، واكتفى الموجه الأمني الطلب من جيش المؤثرين بحركته، التوقف عن تداولها فحسب.
كالعادة يرفض الهباش التعليق، "فهو مستهدف من الخصوم"، كما يقول أحد مرافقيه "في الله في سماء في آخرة"، هكذا رد المرافق على سؤال مراسل الرسالة حول صحة اشاعات نجل الهباش.
ملف آخر ضمن ملفات فساد لا تعد ولم ترفع أساسا لهيئة المكافحة التي قالت اكثر من مرة "لا أحد يشتكي عليه"، "فلمن يشكى ابن القاضي؟"، كان هذه المرة بنقل شقيق زوجته محمد بارود، من ملفات تفريغات 2005 إلى موظف ثم مديرا عاما للعلاقات بوزارة الأوقاف.
"الي مش عاجبه يشرب من البحر، والي عنده اشي يثبته" هذه الجملة الأكثر ترددا على لسان رئيس السلطة حين فتح مرتين فقط ملف الهباش أمامه.
يحلو لعباس وصف مستشاره الديني بأوصاف أخرى ربما لا يمكن ذكرها عن كاتب التقرير، فليس ثمة شخص حمساوي قديم وشيخ سابق سيكون أكثر حقدا على الخصم السياسي للرئيس من الهباش.
ومن الجدير التنبيه الى احتفاليه اعلام الخصم السياسي لعباس محمد دحلان، بفضيحة الهباش، فهو "الشيخ المارق أو "الع..ص" كما يحلو لهم وصفه.