أكدّت سهى جبارة مديرة مناصرة "ضحايا التعذيب ومعتقلي الرأي" بالضفة المحتلة، تعرض المعتقلة السياسة الفتاة آلاء بشير 23 عامًا، لتعذيب وحشي على يد أمن السلطة، محذرة من خطورة وضعها الصحي، جراء إضرابها المتواصل عن الطعام.
وقالت جبارة في حديث خاص بـ"الرسالة": "الوضع الصحي للبشير في حالة تدهور، إذ تتقيأ دمًا، وتظهر عليها آثار التعذيب"، لافتة إلى أنه "جرى نقلها للمستشفى جراء تدهور وضعها الصحي وإصابتها بالجفاف".
وتم اعتقال بشير على يد عناصر من الأمن الوقائي في شهر رمضان الماضي، حيث أعلنت دخولها إضرابا مفتوحا عن الطعام، بعد رفض الجهاز تنفيذ قرار المحكمة بالإفراج عنها مقابل كفالة مالية.
وأوضحت جبارة وهي – معتقلة سياسية سابقة لدى السلطة- أن آلاء بشير تعرضت لضغوط منذ بداية اعتقالها، فجرى عرضها على النيابة دون وجود محامي، ومورست ضدها ضغوط لعزل مهند كراجة المحامي المكلف بالدفاع عنها.
ووصفت حملة التضامن مع آلاء بـ"الخجولة"، لا سيما من المؤسسات الحقوقية وفي مقدمتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، التي وصفت دورها بـ"الغائب"، خاصة وأن آلاء لا تزال مضربة عن الطعام.
وفندت جبارة رواية السلطة اختطاف آلاء "لحمايتها من الاحتلال"، مضيفة: "أخلت السلطة سبيل آلاء لمدة 48 ساعة ولو كان الاحتلال معنيا لتم استدعاؤها مباشرة".
وأكدت جبارة على منهجية السلطة باعتقال الفتيات واستدعائهن للتحقيق دون تهم، مشيرة إلى تعمد بعض القيادات في السلطة تشويه سمعة الفتيات بتهم أخلاقية وأمنية من بينها الانتماء لداعش.
وكانت السلطة قد اتهمت جبارة ذاتها عند اعتقالها بالتخابر لدى الاحتلال، لمنع الشخصيات الوطنية من الدفاع عنها.
وأكدّ جبارة أن السلطة تعمل على ترهيب أهالي المعتقلات، للحيلولة دون مراجعة ملف الفتاة المعتقلة.
ونبهت إلى الجانب النفسي والاجتماعي لاعتقال الفتاة وانعكاسه عليها لدى المجتمع، "فهو لا يرحم ويضعها في حالة نفسية ومجتمعية صعبة، والسلطة اعتقلت واستدعت العشرات من الفتيات بالضفة".
وأكدّت أن السلطة لا تفرق في قسوتها وتعاملها بين المعتقل أو المعتقلة السياسية، لافتة لتجربتها في سجون السلطة بأريحا بقولها: "تعرضت لتعذيب نفسي وجسدي، وصولا لانهيار عصبي وحالات اغماء"، ما دفع بجبارة لتبني مبادرة مناهضة التعذيب.
وأوضحت جبارة أن السلطة تبدأ من أول ليلة "بضرب وسكب المياه على المعتقل إضافة للألفاظ المسيئة والتهديد بالأهل والأبناء".
وأضافت: "يجري تعذيب الفتاة بشكل قاس دون احترام لخصوصيتها وعدم السماح لها بدخول دورة المياه وبهذه الحالة يعلن المعتقل إضرابه عن الطعام".
وتابعت: "عندما جرى تعذيبي قال لي المحقق أعرف كيف أعذبك بالضرب دون ظهور آثار التعذيب، وجرى عزلي لمدة 19 يوما انفراديا".
ونوهت جبارة إلى ارهاق المعتقل جسدياً ونفسياً، وعمق الأثر النفسي السلبي لدى المعتقلة خوفا من نظرة المجتمع لها.
وبينت جبارة أن السلطة تجبر المعتقل على توقيع أوراق دون معرفة ما هي وما مضمونها.
وأشارت إلى تعرضها لمضايقات وتهديدات نظرا لمناصرتها المعتقلة آلاء، وغيرها من الفتيات والشباب، منتقدة غياب الفعل الشعبي في حماية الفتاة من اعتقال السلطة.
وحثّت ضحايا الاعتقال السياسي لعدم التوقيع على أي ورقة عند السلطة، والمباشرة بإضراب مفتوح عن الطعام وفضح آليات التعذيب.
ولفتت إلى سياسة "الباب الدوار" إذ يجري التحقيق مع الفتيات من الاحتلال فور الإفراج عنهن من السلطة.