قال خبير عسكري إسرائيلي، إن "الجيش الإسرائيلي أجرى في الآونة الأخيرة سلسلة مناورات تحضيرا لانطلاق العدوان القاد ضد حماس في قطاع غزة، حيث أجرت الفرقة 162 تمرينا لمحاكاة سيناريو الحرب القادمة في القطاع على خلفية التهديدات المتوقعة في هذه الجبهة القتالية".
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره المطول بموقع ويللا الإخباري، أن "قائد هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي طلب تكثيف التدريبات واستخلاص الدروس والعبر من حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، ومنها أن سلاح الجو سيقصف في المرة القادمة المباني التي يوجد فيها مقاتلو حماس، وليس حين تكون فارغة".
وأشار إلى أن "قاعدة تسآليم التابعة للجيش شهدت وجود المئات من الجنود والضباط من أجل التدرب على حيثيات الحرب القادمة في قطاع غزة، حتى إن أحد الضباط تفاخر بأنه لم ينم مع جنوده طيلة ثلاثة أيام متواصلة، استعدادا للمواجهة المقبلة التي ستظهر مختلفة كليا عن الجرف الصامد في الكثير من التفاصيل، مع تمرين بري تحضيرا لوصول القوات فيها إلى عمق المناطق الفلسطينية".
وكشف أن "كوخافي وضع لنفسه ثلاثة أهداف أساسية من المعركة المقبلة في غزة، وهي: أولها قتل أكبر عدد ممكن من مقاتلي حماس، وفي فترة زمنية قصيرة، وبأعداد لم يعهدها الجيش الإسرائيلي من قبل، وثانيها تنفيذ عمليات تدمير واسعة للبنى التحتية للمنظمات الفلسطينية في غزة، وثالثها توسيع وتعظيم عمليات الهجمات الجوية والبرية والبحرية".
وأكد أن "كوخافي يعلم جيدا أن من يريد معركة قصيرة زمنيا بعد حرب زادت عن خمسين يوما، فإنه مطالب بأن يبدأ حربه القادمة بقوة وصرامة على أهداف العدو، لكن حماس وضعت أمام الجيش الإسرائيلي تحديين جوهريين اثنين: أولهما النقل الدائم للمعدات، وهي تجربة اكتسبتها الحركة لمنع استهدافها وتدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي، من خلال الحركة الميدانية السريعة كونها تخوض حرب عصابات".
وأشار إلى أن "هذا التحدي يضع صعوبات جمة أمام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فضلا عن القوة النارية التي تسعى لأن تكون دقيقة في استهدافها الميداني على طول مناطق القطاع".
وأوضح أن "التحدي الثاني هو العالم التحت-أرضي في غزة، وهي ليست الأنفاق الهجومية التي تخترق الحدود بين عزة وإسرائيل، وأوجد لها الجيش حلولا هندسية وتكنولوجية لإحباط جهود الجناح العسكري لحماس، وإنما الأنفاق المنتشرة في المناطق الفلسطينية داخل غزة، التي تقوم بنقل الخلايا المسلحة من مكان لآخر، وإخفاء العبوات الناسفة، وإطلاق القذائف الصاروخية، واستخدامها كمواقع قيادة وسيطرة وتحكم".
وأكد أنه "من أجل التصدي لهذين التحديين اللذين أظهرتهما حماس، فإن الجيش مطالب بإشراك جميع قواته في الحرب القادمة: جوا وبرا وبحرا، بجانب سلاح الاستخبارات من أجل تغطية الجنود على الأرض بمعلومات حيوية ومحدثة، وقد حاز الجيش في السنوات الأخيرة على معدات ووسائل عسكرية لم يستخدمها من قبل في حرب غزة السابقة، ومن المتوقع أن تفاجئ العدو في المعركة القادمة".