قائد الطوفان قائد الطوفان

كاتب إسرائيلي يتحدث عن حفيد مانديلا ودعمه لـ"بي دي أس"

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

القدس المحتلة- الرسالة نت

تحدث كاتب إسرائيلي عن الدعم "الكبير" الذي يبديه حفيد رئيس دولة جنوب أفريقيا الأسبق الزعيم الثوري نيلسون مانديلا لحركة المقاطعة "بي دي أس"، وانتقاده لإسرائيل، قائلا، إنه من الصعب اتهامه بمعاداة السامية لمجرد أنه يعلن رفضه للاحتلال.

وقال جدعون ليفي في مقال له بصحيفة هآرتس ترجمته "عربي21"، إنه لا يمكن لأي إسرائيلي "نزيه" أن يتجاهل كلمات زويليفليل مانديلا وألا يعيرها ما تستحق من الاهتمام، ويصعب أن يحمل نفس تلك الاتهامات التي توجهها إسرائيل لكل صاحب ضمير يوجه نقداً لها.

وأضاف ليفي في مقاله: "فلنفترض أن جميع منتقدي الاحتلال هم فعلاً معادون للسامية كما تزعم آلة الدعاية الإسرائيلية التي تعمل بدرجة عالية من الكفاءة. ولنفترض كذلك أن جميع أنصار حركة المقاطعة "بي دي إس" يريدون تدمير إسرائيل، وأن إسرائيل ليست دولة نظام فصل عنصر (أبارتهايد) وأنه حتى احتلالها الوحشي للمناطق الفلسطينية غير موجود أصلاً".

وفي السياق تابع متسائلا: "بم يعلق أصحاب أبواق الدعاية الصهيونية على تصريحات الزعيم زويليفليل مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا والحامل لإرثه؟ هل سيتهمونه بمعاداة السامية ويزعمون أنه يتحرك بدوافع مغرضة؟ وأنه ربما كان يتقاضى مالاً من تنظيم الدولة (داعش)؟ وأنه يعمل لصالح قطر؟ وأنه نازي جديد مثله مثل جيريمي كوربين؟".

وفيما يلي نص المقال:

فلنفترض أن جميع منتقدي الاحتلال هم فعلاً معادون للسامية كما تزعم آلة الدعاية الإسرائيلية التي تعمل بدرجة عالية من الكفاءة. ولنفترض كذلك أن جميع أنصار حركة المقاطعة "بي دي إس" يريدون تدمير إسرائيل، وأن إسرائيل ليست دولة نظام فصل عنصري (أبارتهايد) وأنه حتى احتلالها الوحشي للمناطق الفلسطينية غير موجود أصلاً.

بم يعلق أصحاب أبواق الدعاية الصهيونية على تصريحات الزعيم زويليفليل مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا والحامل لإرثه؟

هل سيتهمونه بمعاداة السامية ويزعمون أنه يتحرك بدوافع مغرضة؟ وأنه ربما كان يتقاضى مالاً من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؟ وأنه يعمل لصالح قطر؟ وأنه نازي جديد مثله مثل جيريمي كوربين؟

يمكن للمرء أن يقول ما يريد؟ بل يمكن للمرء أيضاً أن يتبنى موقف دونالد ترامب من الأخلاق، ويحتضن رئيس الفلبين، ويعتبر رئيس المجر صديقاً وفياً ورئيس البرازيل نموذجاً يحتذى في العدالة. لكن لعل من الأفضل الاستماع إلى الزعيم مانديلا، الذي لا يمكن لأي إسرائيلي نزيه أن يتجاهل كلماته وألا يعيرها ما تستحق من الاهتمام. ويصعب أن يُحمّل نفس تلك الاتهامات التي توجهها إسرائيل لكل صاحب ضمير يوجه نقداً لها.

ولد مانديلا، صاحب البنية الضخمة والجذابة، في عام 1974، وله وجه طفولي يذكر إلى حد كبير بوجه جده. وهو عضو في برلمان جنوب أفريقيا، وزعيم قبيلة التيمبو ورئيس مجلس قرية مفيزو. يعيش في قرية قونو، حيث دفن جده. وفي الأسبوع الماضي كان مشاركاً في مؤتمر ضخم مؤيد للفلسطينيين في لندن اسمه بال إكسبو.

ومانديلا حكواتي رائع، لديه القدرة على أسر الجمهور وجذب انتباههم لساعات وهو يقص عليهم نوادر ما جرى مع جده، والذي كان قد زاره في السجن عندما كان صبياً ثم بعد ذلك رافقه في رحلاته حول العالم. توفي والده بسبب الإصابة بمرض الإيدز عندما كان شاباً، فاحتضنه جده وضمه إلى كنفه وخصه بكونه حفيده الأكبر باهتمام خاص. يلبس الحطة الفلسطينية ويضع على معصمه سواراً نقش فيه اسم فلسطين، وحيثما ذهب يحمل إرث جده مانديلا.

كل من يتهمه بمعاداة السامية سيجد نفسه لا محالة يلقي باللوم على أعظم رجل دولة صاحب ضمير في القرن العشرين، أي جده، الذي فاز بإعجاب الناس حول العالم، والذي انضم إليه في النضال العديد من يهود جنوب أفريقيا البواسل فنالهم في سبيل ذلك ما نالهم من إصابات أو إبعاد أو سجن، فكانوا رفاق درب له.

يتحدث مانديلا بثقة لا تتزعزع حينما يقول إن البانتوستانات لم تنجح في جنوب أفريقيا وإنها لن تنجح أبداً في إسرائيل القائمة على الفصل العنصري. لا يقتصر الأمر على قناعته بأن إسرائيل دولة فصل عنصري، بل يرى أنها في ذلك أسوأ بكثير مما كان عليه الحال في جنوب أفريقيا. ويتحدث عن قائمة من العناصر التي شكلت منظومة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في بلاده في السابق – التمييز في المعاملة القانونية، القيود على الحركة، مصادرة الأراضي، مناطق التجمعات، الحكم العسكري، الحواجز على الطرق، الإذلال والإهانات، وتفتيش المنازل. وكل هذا يحصل في إسرائيل.

وقال إن قانون الدولة القومية أضفى وضعاً دستورياً على واقع الفصل العنصري الذي ما لبث أن كان موجوداً منذ ولادة إسرائيل. واستدل مانديلا ببعض أقوال جده، الذي كان يعتبر النضال الفلسطيني أسمى عمل أخلاقي في الزمن المعاصر. وكان نيلسون مانديلا قد قال في عام 1995، حينما كان رئيساً، إن "نضالنا لن يكتمل إلا بعد أن يحصل الشعب الفلسطيني على حريته".

وقال حفيده إن زعماء النضال في جنوب أفريقيا، الذين كانوا يتعرضون للسجن والنفي، كانوا يعتبرون القضية الفلسطينية ملهمة لهم. وعندما زار مانديلا الولايات المتحدة وحاول بيل كلينتون إقناعه بتقليص علاقاته بكل من ياسر عرفات ومعمر القذافي، كان رد مانديلا في غاية الوضوح، حيث قال إنه لن يتخلى بتاتاً عمن وقف معه ومع شعبه في أحلك الظروف وأصعبها.

يصعب القول إن إسرائيل وقفت إلى جانبه. ولكن لماذا قام بزيارة إلى إسرائيل؟ لأن عرفات طلب منه ذلك. كان عرفات يعتقد أن الرجل الذي نجح في إقناع زعماء النظام الأبيض في جنوب أفريقيا قد يتمكن من إقناع زعماء النظام المشابه في إسرائيل. لكن ما لبث أن خابت ظنونه.

يرى مانديلا الشاب أن دعم حركة المقاطعة "بي دي إس" واجب أخلاقي، تماماً كما كان حال مقاطعة نظام الفصل العنصري في بلاده سابقاً. ومثله مثل جده، تراه مرحاً متفائلاً، حيث يقول: "في النهاية ستنتصر العدالة. اليوم جنوب أفريقيا وغداً فلسطين، ويأتي هذا المؤتمر في يومنا هذا ليذكرنا بموعدنا مع التاريخ".

عربي 21

البث المباشر