قائمة الموقع

القدس تفرح بتفوق أربعة توائم في الثانوية العامة

2019-07-21T20:11:00+03:00
التوائم الأربعة
الرسالة- رشا فرحات

في بيت مليء بالدفء، في ضاحية أم طوبا إحدى ضواحي القدس وبالقرب من جبل أبو غنيم، ولدت أربعة توائم، وهم ديما ودينا وسوزان ورزان الشنيطي (18 عاما) وتربين في البيت الجبلي الجميل لحين وصولهن معا إلى الثانوية العامة، درسن معا، وحفظن القرآن معا، وتفوقن في النهاية معا بمعدلات متقاربة جدا حيث حصلت ثلاث منهن على معدل 91 % بينما تفوقت الرابعة بمعدل 94 %.

الخميس الماضي جلس أربعتهن مع عائلتهن في انتظار النتيجة بكل توتر حتى وصلت أخبار النجاح فعم الفرح منزل عائلة الشنيطي بعد كد عام كامل وسهر العائلة كلها على راحة الأخوات الأربعة وخاصة الأم التي كانت لهن أما وأبا بسبب مرض رب الأسرة.

وقد تشابهت البنات الأربعة منذ الصغر مما جعل أمهن تلف خيطا من الصوف على معصم كل واحدة لتستطيع تمييزهن، قائلة: لقد رزقني الله التوائم الأربعة بعد موت ابني الأول وهو بعمر أربعة أشهر، وقد نصحني بعض الأطباء في فترة الحمل بإجهاض اثنتين منهن ولكنني رفضت.

وعن نجاحهن قالت دينا "قلوبنا قريبة من بعضها، لم يكن بيننا أي منافسة، وكانت كل واحدة تتمنى أن تحصل الأخرى على معدل أكثر منها، كنا خلال فترة الامتحانات نجتمع على مائدة الطعام بعد صلاة الفجر لمراجعة الدروس".

وترجع دينا سبب تفوقها وشقيقاتها إلى إصرارهن على حفظ القرآن الكريم قبل الاستعداد لاستقبال الثانوية العامة حيث تضيف: رحلة الحفظ بدأناها بمركز "عبد الله بن مسعود" في القدس بعمر 13 عاما حتى أتممناها في عمر الـ17، وكنا معنيين بذلك قبل البدء في الثانوية العامة.

وعقبت ديما على طريقة دراستهن هذا العام فقالت: كنا نراجع دروسنا وننجز المواد المطلوبة من خلال اعتمادنا على بعض، ونستيقظ صباحا ونذهب مع بعضنا للمدرسة، إلى حين الدراسة ندرس على حدة، ونصل إلى ذات النقطة لنكمل في اليوم الثاني.

تقول رزان: أنها وشقيقاتها كن حريصات على المراجعة معا في ذات الوقت، وحتى الانتهاء من نفس الفصول معا، والاتفاق في عدد الصفحات بالإضافة إلى أنهن تركن عالم التواصل الاجتماعي وعطلن صفحاتهن وامتنعن عن استخدام الأجهزة.

ولعل القلم يعجز عن وصف فرحة الأم التي تذكرت كم كانت تربية بناتها الأربعة سهلة لهدوئهن الدائم، وذكائهن اللافت فقد حفظن القرآن بسهولة وهدوء، وتفوقن بسهولة وهدوء كذلك، وتضيف: حتى أنهن يمارسن هوايات مشتركة مثل الدبكة وكرة السلة ويرتدين في الأغلب الألوان نفسها ويفضلن الطعام نفسه!

وفي خضم الفرحة الرباعية تلك لم تنس الأسرة التفكير في نفقات تعليم أربعة بنات دفعة واحدة، حيث كان قلب الأم يحمل يقينا وثباتا قويا خاصة وأن زوجها مريض مرضا يمنعه من العمل بالإضافة إلى إعالة ستة أبناء آخرين بعضهم لم ينته من دراسته الجامعية حتى الآن.

ولكن الأم قالت بكل ثبات وقوة “الله لا ينسى عبيده وعليه الاتكال والأرزاق”.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00