قائمة الموقع

العيساوية تفرح وطارق يجتاز الثانوية بعين واحدة

2020-07-13T14:27:00+03:00
العيساوية تفرح وطارق يجتاز الثانوية بعين واحدة
الرسالة نت - رشا فرحات

 في القدس وحدها تغزل القصص غزلا كشال صوف دافئ، وتنقل إلينا لنرسل تحيتنا لأهلها رجالها وأشبالها وأطفالها.

في العيسوية تحديدا صاحبة أعلى عدد من اقتحامات للمركبات العسكرية الإسرائيلية، والتي يواجه أهلها العنيدون وغير القابلين للكسر سلسلة من المواجهات والتحديات التي تنتصر في كل مرحلة، يبدو اجتياز الثانوية العامة أكثر بهجة.

طارق العيساوي، شبل من أشبال العيساوية، اعتقل عام 2017 وفقد عينيه خلال تحدي أهل القدس لإغلاق بوابات الأقصى، حيث أكمل مشواره بين المستشفيات حتى فقد عينه كليا.

بعين واحدة، وكثير من الاقتحامات والاعتقالات والتضييق يكمل المقدسي حلمه على ضجة يومية وتنقلات بين قنابل الغاز، يقول طارق: الحمد لله، مع كل ذلك استطعت تجاوز الامتحان وأنا الآن معتقل منزلي مجبر على الإقامة في بيتي".

اعتقل طارق وتعرض للاعتداء مرات كثيرة، وما أن يعود الى البيت حتى يعتقل مرة أخرى، ولعشرة أيام عدا أيام حجر كورونا منع من الذهاب إلى المدرسة بسبب الاعتقال المنزلي، فاضطر للتحويل من قسم العلمي الى الأدبي كي يستطيع اكمال الدراسة في المنزل.

وليس هناك حدود لأحلام ابن العيساوية الذي يقول: لم أحدد التخصص حتى الآن، وسأختار بناء على ما يسمح به المجموع وسأظل أتحدى الاحتلال بنجاحي حتى اليوم الأخير من عمري.

ورغم قسوة تجربتها المؤلمة تبدو الفرحة المخلوطة بالأحزان التي راكمتها السنوات على وجه أم رأفت العيساوي لكنها تقف صلبة إلى جانب طارق وتتحدث عن حرمانها الطويل من أي فرحة فهي والدة الشهيد فادي العيساوي الذي استشهد في يوم ميلاده خلال المظاهرات الاحتجاجية على مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

أم طارق، هي أم الأسير سامر أيضا، وأم المحامية الأسيرة شيرين العيساوي، بل ويمكننا أن نصفها بأم الأبطال والتي عانت على مدار سنوات طوال من اعتقال أبنائها، حيث تصف فرحتها بنجاح طارق قائلة: حينما أصيب طارق تعرض للكثير من المعاناة بسبب طول فترة العلاج بالإضافة إلى كسر في الجمجمة وفقدان عينه، وعانى كثيرا من الأوجاع وما زال حتى الآن يتلقى الكثير من العلاج ويعاني من الأوجاع التي يمكنها أن تكون معيقة للنجاح لكنه استطاع أن يكمل الطريق بعينه المصابة وأنا فخورة جدا به وقد شعرت اليوم بفرحة العيسوية كلها وكأن هناك عرسا في بيتي.

تضيف الأم: كل أبنائي حصلوا على الثانوية العامة وهم في المعتقل، لم أشارك أحدا منهم فرحة النجاح، جميعهم اعتقلوا في الثانوية العامة فكانت فرحتي منقوصة، اليوم طارق معي في البيت وهو مصاب، ورغم ذلك شعرت بالفرحة الكبيرة، وأتمنى أن يدرس في تخصص مناسب لوضعه الصحي وأن يعمل في مهنة مناسبة.

سطّر أهالي بلدة العيسوية شمال شرق المسجد الأقصى المبارك، حالة من الصمود والتحدي والتمسك بالأرض والتصدي لإجراءات الاحتلال.

ويتجرع أهالي العيساوية معاناة على مدار الساعة جراء الإجراءات القمعية والتعسفية التي يمارسها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.

ويعانون يوميا من الاعتقالات وأعمال النهب والعربدة والاقتحام المفاجئ لمنازلهم والهمجية التي يمارسها الجندي الإسرائيلي على كل ما هو فلسطيني ومقدسي حتى أنهم يدفعون مخالفات غير مبررة وضرائب باهظة بشكل مقصود وممنهج بهدف تهجيرهم من قريتهم وترك أراضيهم وبيوتهم وكل ذلك لصالح التوسعة الاستيطانية الجائرة.

اخبار ذات صلة