بداعي الوصول إلى الأماكن النائية ولكبار السن في محافظته أطلق الشاب محمد أبو يوسف 28 عاماً خريج ميكروبيولوجي من جامعة الأزهر فكرة مشروع "ديلفري مختبر".
وتقوم فكرة أبو يوسف على التجول عبر دراجته النارية ملبياً نداء الحالات الإنسانية غير القادرة على زيارة المستشفيات والمختبرات.
يروي محمد الذي يقطن مدينة خانيونس للرسالة الأسباب التي دفعته لهذه الفكرة قائلاً: "واجبي الإنساني كان الدافع الأول لمشروعي، ففكرتي جاءت خلال تطوعي بالمستشفيات لفترات طويلة، كنت أرى يومياً حالات إنسانية كثيرة تأتي مجبرة مع ذويها لإجراء تحاليل أو أخذ بعض العينات الضرورية، ككبار السن الذين أرهق المرض والكبر أجسادهم ومصابي مسيرات العودة وغيرهم".
وقرر أبو يوسف أن يصل بنفسه إليهم، وإلى الأماكن النائية بقدر ما يستطيع، وكان شعار انطلاقه "نصل إليك أينما كنت".
ويضيف: "الواقع الاقتصادي السيئ وتزايد البطالة بين صفوف الشباب والخريجين يحتم عليك بأن تخلق فرصتك بنفسك وألا تنتظر أحداً وإلا ستبقى منتظراً في مكانك".
وتعمل فكرة محمد من خلال الاتصال به على هاتفه المحمول من خلال بياناته الموجودة على صفحته عبر الفيسبوك، فيجهز أدواته ويتجول" بمختبره المتنقل" عبر دراجته النارية بين أزقة محافظته ليلبي نداء المتصل في أسرع وقت، ثم يجري التحاليل الطبية التي يطلبها مريضه ويذهب بها للمختبر المعني أو لمختبر آخر يرغب به المريض تحديداً، وحين يحصل على النتيجة يعيدها للمريض بالتكلفة ذاتها.
وعن كيفية استقبال المواطنين لفكرة محمد رد قائلاً: "بدايتها كانت صعبة، كنت أستقبل مكالمات تسألني لو حقاً أفعل ذلك؟ وبعد فترة أصبح الهاتف لا يهدأ، ومن يتعامل معي يرشد أناس آخرين لي، فالحمد لله ".
بأمل يقول أبو يوسف: "سأَوسع الفكرة مستقبلاً، وأشكل كادراً متخصصاً ومختبرا مركزيا لهذا الأمر وسأعمم فكرتي على محافظات القطاع".
الجدير ذكره أن الجهاز المركزي للإحصاء كشف في آخر إحصائية له أن معدل البطالة بين الخريجين وصل نهاية العام 2018 إلى 50%، مقابل 31% المعدل العام للبطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال جهاز الإحصاء أن هذه النتائج تدق ناقوس الخطر، وتستدعي عملاً تكاملياً بين جميع الأطراف ذات العلاقة.