نشر موقع "لادرز" الأمريكي تقريرا، عرض فيه مجموعة من العلامات السلوكية والاختلالات النفسية التي تنبئ بأن الشخص مصاب باعتلال نفسي، وهي حالة أصبحت منتشرة، خاصة في الأوساط المهنية، ويصاب بها أصحاب المواقع القيادية أكثر من غيرهم، وهي تساعدهم على تحقيق النجاح السريع، من خلال التلاعب بالآخرين وخداعهم.
وقال الموقع، في تقريره، إن كثيرين يمزحون في أماكن العمل بوصف زملائهم بأنهم معتلون نفسيا، وذلك عندما تصدر عنهم تصرفات مزعجة أو مواقف غير مفهومة أو سلوكات غير معتادة. ولكن السؤال المطروح هو: ما هي احتمالات أن يكون هنالك فعلا شخص مريض نفسي يعمل معك في المؤسسة ذاتها؟
وذكر الموقع أنه من المعروف أن بعض الوظائف تجتذب إليها المعتلين نفسيا أكثر من غيرها، وهي خاصة المواقع القيادية، وهنالك مناطق معينة في كل بلد تجتمع فيها هذه النوعية من الشخصيات، مثل العاصمة واشنطن في الولايات المتحدة.
ونقل الموقع عن روبرت هاري، الخبير النفسي ومؤلف كتاب "أفاعي ترتدي بدلات رسمية"، أن 1 بالمئة على الأقل من الناس تنطبق عليهم علامات الاختلال النفسي.
ويضيف الموقع أن تقديرات أخرى صدرت عن جون رونسون مؤلف كتاب "اختبار الاختلال النفسي: رحلة في قطاع الجنون"، ترى أنه على الرغم من أن 1 بالمئة فقط من السكان يعانون من هذا المشكل، فإن نسبة من يعانون منه في صفوف المدراء وأرباب العمل ترتفع إلى 4 بالمئة، ولهذا فإنه هنالك مجموعة من العلامات التي يجب الانتباه إليها.
ويذكر الموقع أن المعتلين نفسيا يكونون في الغالب جذابين جدا، وهم أشخاص يتمتعون بالكاريزما، ولديهم قدرة كبيرة على جعل الشخص الذي يتحدثون إليه يشعر بأنه مركز هذا العالم.
ونقل الموقع عن إيغور غالينكر، أستاذ علم النفس قوله: "نحن من ندفع هؤلاء للصعود وننتخبهم، ونشعر بالراحة عندما يتولون مقاليد الأمور، لكنهم في الواقع يستخدمون جاذبيتهم وسحرهم لأغراض شريرة".
وأضاف الموقع أن الأشخاص المعتلين نفسيا يثقون بالناس بشكل أسرع من المعقول، حيث إنهم يميلون لكشف معلومات حول حياتهم الشخصية أو عملهم بسهولة كبيرة، والهدف من ذلك هو الدفع نحو خلق حالة من الحميمية ومن الثقة بينكما، من أجل استغلالها في وقت لاحق.
وذكر الموقع أن المعتلين نفسيا يكذبون كثيرا، وقد كشفت دراسة نشرت مؤخرا أنهم ليسوا ماهرين في الكذب بشكل فطري، إلا أنهم بارعون في تعلم الخداع وتطوير قدراتهم، ويحولون هذا الأمر إلى فن.
هؤلاء الأشخاص يلاحظ أيضا أنهم يتمتمون كثيرا، ويتظاهرون بالتردد والحيرة أحيانا، لأنهم يحاولون الظهور كأشخاص عاديين مثل غيرهم من الناس.
إلا أنه وبحسب الموقع، يمتلك المعتلون عقليا ثقة في النفس تفوق المستويات العادية، وهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم الأعظم على الإطلاق وإنجازاتهم هي الأهم، ودائما يتمتعون بالجرأة والثقة، ويتصفون بنرجسية.
وأكد الموقع أن هؤلاء الأشخاص يحبون التلاعب بالآخرين، ولا يمكن الفوز عليهم في أي جدال أو مناظرة، لأنهم يحسنون المراوغة والتمويه وتحريف الحقائق.
وينبه الموقع إلى أن المعتلين عقليا يتحدثون ببطء وبكل هدوء، ولا يرفعون أصواتهم أبدا، بل يبدون في حالة من السكينة حتى في حالات التوتر وفي مواجهة المشاكل، وهم يستخدمون هذه النبرة المحايدة والثابتة؛ لأنها تمنحهم سيطرة أكبر على الوضع.
وأشار الموقع إلى أن المعتلين عقليا غير قادرين على التعاطف مع الآخرين، وهم يكتفون بتقليد مشاعر وردود فعل غيرهم. وعند ملاحظتهم وجود زميل في العمل منزعج، أو سماعهم قصة محزنة، فإنهم غير قادرين على إظهار بعض التعاطف؛ لأنهم يفتقدون القدرة على تجربة أبسط المشاعر الإنسانية مثل الشعور بالذنب أو الندم. ولهذا فإنهم يتظاهرون بامتلاكهم لهذه المشاعر، وذلك لهدف وحيد، وهو التلاعب بالأشخاص المحيطين بهم.
وأشار الموقع إلى أن المعتلين عقليا يستخدمون كثيرا كلمة "لأن" وكلمة "حتى"، ولذلك يجب الحذر من هذه العلامات، فهذه الكلمات قد تبدو طبيعية وشائعة الاستخدام، إلا أنها في الواقع مهمة؛ لأنها مرتبطة بشرح الأسباب والتأثيرات عند التحدث مع الآخرين.
وبحسب مجموعة من الباحثين في علم النفس، الذين أنجزوا دراسة حول الاعتلال العقلي في جامعة بريتش كولومبيا الكندية، فإن هؤلاء الأشخاص يستخدمون هذه الكلمات؛ لأنهم يعتبرون أي جريمة يقترفونها نتيجة طبيعية لخطة محددة.
وأشار الموقع إلى أن المعتلين عقليا يكرهون الشعور بالملل، ويحتاجون إلى الحصول على التحفيز بشكل مستمر، وسماع الثناء والشكر.
وأضاف أن هؤلاء يبحثون بشكل دائم عن الإثارة والتشويق، ويخوضون المغامرات دون تخطيط؛ لأنهم مدمنون على الشعور بتدفق الأدرينالين. هذه العلامات قد يخطئ البعض ويعتقد أنها مجرد حماس واندفاع، إلا أنها في الواقع ليست كذلك، وهي تدفع هذا النوع من الناس للتقدم بشكل سريع في المجال المهني.