"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟" مقولة للفاروق عمر بن الخطاب آمن بها الشيخ الشهيد أحمد ياسين وسار في ظلالها حتى استشهد في سبيل تحرير الفلسطيني من قهر وظلم الاحتلال.
"شخص بحجم وطن" هكذا يراه الكثيرون وفي المحاولة لتخليد ذكراه وتعريف الأجيال بإنجازاته التي ذاع صيتها خلال حياته جاءت جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية للحريات العامة وحقوق الإنسان والتي أطلقت في ذكرى استشهاده في موسمها الثاني.
وتتعدد أهداف الجائزة التي من أبرزها تشجيع الخبراء والباحثين محليًا وعربيًا ودوليًا على إجراء البحوث العلمية في مجال الحريات وحقوق الإنسان، وتقدير المتميزين في البحث العلمي، بالإضافة إلى تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو البحث العملي في الحريات العامة وحقوق الإنسان لإثراء المعرفة والمساهمة في تطوير هذه القيمة.
وفي التفاصيل، قال ناصر برهوم صاحب فكرة الجائزة وأحد القائمين عليها إن فكرة العنوان جاءت من حياة الشيخ التي كانت من أبرز الشخصيات الفلسطينية المهتمة بمحاربة الاحتلال، ودفع سنوات حياته سجينا في سبيل ذلك، ثم شهيدا بقصف طائرات العدو.
وأشار إلى أن الفكرة كانت تراوده منذ فترة طويلة وفاءً للشيخ وحتى تتعاقب الأجيال سيرة ومسيرة هذا الرجل الذي أوقف كل حياته خدمة لأبناء شعبه وأمته.
وأكد أن الجائزة إكراما للشيخ الثائر على الظلم والقهر، ومن أجل نيل أبسط حقوق الانسان، موضحا أنها بمثابة نبراس للأجيال التي تنشد الحرية في هذا العالم المضطرب.
ولفت برهوم إلى أن الجائزة تأتي لتسليط الضوء على قضية سنوية تخص جماعة من الناس وذلك لحشد الرأي العام وصناع القرار في العالم لرفع الظلم ونصرة المستضعفين لينال الإنسان حقوقه المكفولة له في كل القوانين الدولية.
ويتكون مجلس أمناء جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية من 11 عضوًا من جنسيات عربية وفلسطينية ودولية، ولجان تحكيم أخرى.
وتمنح الجائزة لأفضل بحث علمي متميز يؤدي نشره وتعميمه إلى زيادة في المعرفة العلمية والتطبيقية والإسهام في وعي الأفراد والجماعات محليًا وإقليميًا وعالميًا ونشر ثقافة البحث العلمي في موضوعات حقوق اللاجئين الفلسطينيين في القانون الدولي في محاور مظلومية اللاجئين الفلسطينيين في الوطن المحتل والمهجر والشتات، حق العودة وتقرير المصير، ومسيرات العودة الكبرى.
ويسعى القائمون على الجائزة إلى أن تكون سيرة شيخ فلسطين حاضرة في كل زمان ومكان إلى أن تصل كل العالم.
وأعرب برهوم عن رضاه عن حجم المشاركات في الموسم الأول إلا أنهم يطمحون إلى مشاركات دولية في المواسم القادمة.
ورغم مرور سنوات على استشهاد الشيخ إلا أن صوته ما زال مصدر إلهام، كما أن روحه التي استهدفت عام 2004 أضاءت لكثيرين طريق العزة والإباء.