قائد الطوفان قائد الطوفان

والقتل والإبادة

كتاب وسياسيون: الإدارة الأمريكية والاحتلال شريكان في سياسة الاستيطان

وكالات- الرسالة نت

أكد كتاب وسياسيون على أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن في يوم من الأيام تعمل لصالح المنطقة العربية عامة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وأنها ذات طبيعة مشتركة مع دولة الاحتلال في سياسة الاستيطان والقتل والابادة.

وأضاف هؤلاء خلال ندوة سياسية بعنوان "التدخلات الأمريكية في المنطقة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية" نضمها مركو عروبة للدراسات الخميس، أن الإدارة الأمريكية منحازة بشكل واضح للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني، "وتقف سداً منيعاً أمام أي ضغوط عليها من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية".

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسين منصور خلال الندوة، "إن السياسيات الأمريكية انطلقت من مرجعيات دينية توراتية تعتمد أساساً على ممارسة العنف والابادة والتطهير؛ وقامت الولايات المتحدة على جماجم عشرات الملايين من سكانها الأصليين الذين كانوا يسموا بالهنود الحمر".

وأضاف "أمريكا تعتمد على أنها مجتمع استيطاني منذ نشأتها وهذه صفة مشتركة مع دولة الكيان الصهيوني، وهذه الطبيعة وهذا التعريف جعل أمريكا هي رأس حربة في العدوان والاجرام في كل العالم".

ولفت منصور إلى أن أمريكا بدأت ترسم سياساتها في كيفية السيطرة والاستحواذ على كل شيء في الدول سواء في الشرق الأوسط أو العالم مجتمعة، بطبيعتها الرأسمالية التي تعتمد على السيطرة ونهب خيرات الشعوب، ومن ثم عبر الشركات العابرة للقارات، وشركات السلاح والنفط.

ولفت إلى "أن أمريكا عملت على تعزيز النعرات الطائفية والمذهبية والدينية واستطاعت أن تحقق قفزات كبيرة جدا في السياسة الأمريكية والأمنية في المنطقة، ونجحت في عدد من الدول العربية، ومن ثم ذهبت للحروب الأهلية في بعض الدول. كما عززت الإدارة الامريكية التطرف، في منطقة الشرق الأوسط".

وأكد منصور على أن السياسات الأمريكية سالفة الذكر، تركت أثراً سلبياً على القضية الفلسطينية وأصبحت تأثيراتها السعي لشطب المشروع الوطني الفلسطيني، عبر قرارات اتخذت بشكل فج مؤخرا من قبل الإدارة الأمريكية برئاسة ترمب، من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها للقدس، وعلى المستوى الدولي استهدفت بقطع التمويل عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وجعلت بعض الدول العربية تتساوق مع السياسات الأمريكية باتجاه التطبيع، باعتبار الاحتلال دولة من حقها أن تكون موجودة في المنطقة.

وشدد عضو الجبهة الشعبية حسين منصور، على أن الإدارة الأمريكية لم تكن في أي لحظة تسعى لأي مصلحة للشعب الفلسطيني أو الشعوب العربية في المنطقة.

وأوضح، أن المتنفذين في القرار الفلسطيني وصلوا لقناعات بأن أمريكا لن تحقق لهم شيئاً، لكنهم لم يترجموا هذا الموقف باتجاه معاداة أمريكا بالمعنى الذي يجعل القضية تعود لجذورها الأساسية.

وطالب حسين، اعتبار الإدارة الأمريكية بكل سياساتها معادية للشعب الفلسطيني وحريته وهي منحازة لدولة الكيان الصهيوني بشكل كامل.

في السياق قال الخبير والمحلل السياسي حسن عبدو، "إن النظام الأمريكي هو نظام امتداد للمكر الاستعماري الغربي، لديه أدوات للتدخل ونزعة دائمة ومتحددة للسيطرة والهيمنة على المنطقة، ولديه مشروع للسيادة العالمية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 89، والنظر للعالم على أنه حيز واحد وضرورة للسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط كأحد أهم الشروط للسيطرة على العالم".

وأوضح أن التدخل الأمريكي السافر في المنقطة جاء من خلال مشروع ما سمي بالشرق الأوسط الكبير، وبدأت التدخلات تأخذ منحا جديدا حيث بدأت أمريكا لا تقيم أي معنى لسيادة الدولة في الشرق الأوسط.

وحول صفقة القرن، قال عبدو "إن إسقاط صفقة القرن يبدأ من إيران، لأن الصفقة هي عبارة عن مبادلة تاريخية بين النظام العربي الذي تقوده السعودية والأمريكان فحواها أن تقوم أمريكا وإسرائيل باحتواء إيران وتحجيم برنامجها النووي ونفوذها في المنطقة مقابل تصفية القضية الفلسطينية، وانهاء الحديث عن دولة فلسطينية وبقاء الاحتلال الإسرائيلي مقابل فتات اقتصادية يدفعها العرب للفلسطينيين. موضحاً أن إسقاط هذه صفقة المبادلة من قبل إيران بتفوقها ووقوفها في وجه أمريكي يعني إسقاط صفقة القرن".

ودعا عبدو للتحالف مع قوى المقاومة التي تقف في وجه السياسيات الأمريكية، "وضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية لأنها تعد استراتيجية لمواجه الاحتلال ومن معه".

البث المباشر