كثيرة هي الاختراعات التي تذهل أبصارنا، وتخطف قلوبنا نحوها، وكثيرة هي أوجه التقدم والتطور التقني، والتي ما زالت تستنزف أوقاتنا وأعمارها، ونحن في صمت وذهول لا نكاد نفيق مما نحن فيه، فمع وصول الهواتف الحديثة لكل يد، ولكل بيت، وقد أصبح لكل فرد من الأسرة حسابٌ من حسابات التواصل الاجتماعي بأنواعها، صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً أو امرأة، حيث ضجَّ العالم بالقصص والمآسي التي ما زال أثرها داخل البيوت، ولا يكاد صداها يخرج إلا ألماً وحسرة، وهي تروَى بصمتٍ ما حدث، وما كان سيحدث بعد ذلك.
قصة الشابة (م) والتي كانت لها شقيقة متزوجة وتسكن خارج البلاد تحدثها دوماً على الفيس بوك عبر الكاميرا والصوت ولا تدري المسكينة (م) أن العالم كله ينظر إليها، ويتابع حديثها مع أختها، وهي التي ليس لها خبرة في مجال التكنولوجيا أو فحص الروابط الخبيثة التي تتيح مجالاً لمخترق عابث، أو هاكر مخرب، ليدخل إلى ثنايا الأجهزة الحديثة، يقلّب فيها، ويأخذ ما شاء، ولا يترك أياً من الأشياء، وبلوعةٍ تتحدث (م) أنها تلقت اتصالاً هاتفياً من شخصٌ يخبرها أنه يملك جميع صورها ويعرف الكثير عنها، ويريد أن ترسل له المزيد والمزيد بأوضاع وأشكال ترضي رغباته الشريرة، وكان له ما أراد طمعاً منها ألا يتصل أو يزعجها، لأنها تخاف من أسرتها التي قد تؤذيها إن عرفت قصتها.
بعد الحديث مع المختصين أفادوا أنه يمكن اختراق الحسابات او الأجهزة عبر رابط لموقع مزور، ثم ينقل المستخدم لموقع آخر يطلب منها الايميل والباسورد المسجل فيه على الفيس بوك أو غيره بغرض التسجيل في مؤسسة تدعم الطلاب، أو لربح أموالٍ وغيرها.
أو قد يرسل لها ملفاً ثم يطلب منها فتح الملف بغرض تعبئة بيانات لوظيفة أو تطوع في مؤسسة وهمية، أو قد يكون رابطاً لمؤسسة (ظاهرها) تقديم مساعدات للعائلات المحتاجة، و(باطنها) سرقة الملفات الشخصية، والصور وغيرها.
وأخيراً: النصيحة للجميع، بأن ننتبه للروابط التي تصل إلينا، وألا ننخدع للظاهر، فقد تصل بنا في النهاية إلى قعر الهاوية، وحينها لا ينفع الندم، وينصح الخبراء بفحص الروابط والملفات من خلال موقع فايروس توتال (www.virustotal.com)، وهو موقع مخصص وآمن لفحص أي ملف أو رابط، وإعطائك النتائج في الحال، ليطمئن قلبك.