قائد الطوفان قائد الطوفان

(إسرائيل) تترجم إعلان ترامب إلى واقع..

تصاعد الاستيطان في القدس بــ 58% منذ تولي ترامب

الرسالة نت - شيماء مرزوق

شكل وصول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منعطفا تاريخيا على صعيد الاستيطان والتهويد في القدس الغربية بعدما اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الأمر الذي منح الاحتلال ضوءا أخضر لتصعيد كل سياسات التهويد والاستيطان في المدينة المقدسة.

وقد أظهرت معطيات جديدة وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير أن البناء الاستيطاني في محيط مدينة القدس المحتلة وصل منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، مستويات قياسية مقارنة بالأعوام العشرين الأخيرة.

وأوضح المكتب الوطني في تقريره أن تصاعد الاستيطان يأتي "في ظل تبدل في تعاطي البيت الأبيض سياسيا مع الاستيطان المخالف للقوانين الدولية في الضفة الغربية، علما بأن الإدارات الأمريكية السابقة، اعتبرته عائقا أمام عملية السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "إدارة ترامب، غضت الطرف عن النشاط الاستيطاني في الأرض الفلسطينية، حتى أن الخارجية الأمريكية أوقفت في أبريل الماضي، استخدام تعبير الأراضي المحتلة، في إشارة إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية".

ووفقا للتقديرات، فإن (إسرائيل) أقامت منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، عشرات المستوطنات في محيط المدينة، فيها أكثر من 55 ألف وحدة سكنية على أقل تقدير.

فيما طرأ خلال الفترة بين عامي 2017 و2018، عقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، تصاعد هائل في وتيرة البناء الاستيطاني بالمدينة المحتلة، حيث تم التصديق على بناء 1861 وحدة استيطانية جديدة، بارتفاع 58 %، مقارنة بعامي 2015 و2016، بحسب التقرير.

ويعتبر العام 2018 من أصعب الأعوام التي مرت على مدينة القدس، حيث شهد ترجمة على أرض الواقع لإعلان ترامب بتحويل إعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل) ونقل السفارة ومزيد من التضييق على المقدسيين وملاحقة وجودهم في القدس، وبات الاستهداف أكثر مباشرةً لهم.

ويتضح أن إعلان ترامب، والدعم الأمريكي اللامحدود لـ(إسرائيل)، أطلق يدها في القدس، لتعيث فيها فسادًا فوق الفساد، وتمضي بمشاريع التهويد بشكل متسارع.

وبحسب إحصائيات رسمية؛ فإنّ قوات الاحتلال الصهيونية هدمت خلال 2018 في شرقي القدس أكثر من 145 مبنى فلسطينيًّا، بدعاوي "زائفة"، ما أدى لتشريد سكانها، وذلك وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا."

وكانت جمعية "عير عاميم" الحقوقية "الإسرائيلية، أكّدت أنّ حكومة الاحتلال، صادقت خلال العام على مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانية جديدة في المدينة، ونشرت مناقصة لبناء 603 وحدات استيطانية إضافية، مضيفة أن جماعات استيطانية استولت على 6 منازل بالبلدة القديمة.

وكان مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أكّد أنّ نحو 28 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الجاري، مقارنة مع 26 ألفا العام الماضي.

وتختلف سياسة الاحتلال اتجاه المستوطنات في الضفة والقدس بأن الاستيطان في القدس الشرقية يرتبط بإخلاء الفلسطينيين من منازلهم وتهجيرهم قسراً، فنقطة الاختلاف بين التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية وسائر الضفة الغربية تتمثل في أن المستوطنات تقع في قلب القدس، في حين تقع في الضفة المحتلة على أطراف المدن، باستثناء البلدة القديمة في الخليل.

 وقد بدأ التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية عام 1968، ووصل عدد المستوطنين في القدس إلى 220 ألف مستوطن، موزعين على 12 مستوطنة تقع داخل الجدار مع نهاية العام 2016.

وبحسب توزيع المستوطنات في الضفة الغربية فإن المستوطنين في القدس يشكلون 47% من المستوطنين في الضفة، كما أن عدد المستوطنات في القدس هو الأعلى بعدد 26 مستوطنة.

وبالرغم من عدم شرعية المستوطنات تحت القانون الدولي وتأكيد المجتمع الدولي مراراً وتكراراً أن التوسع الاستيطاني يشكل عقبة في طريق السلام في إطار حل الدولتين، وصل عدد المستوطنين مع نهاية العام 2016 إلى 636,452 مستوطناً في 257 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، في حين كان عدد المستوطنين عام 1991 إبان بدء عملية السلام 238,060 مستوطناً

البث المباشر