يتساءل أحدهم: كادت حوامات في الشمال (لبنان) أن تجلب رداً من حزب الله، وكاد رد حزب الله يشعل حرباً، بالمقابل، أفرغت حوامة حمولتها من المتفجرات على جيب عسكري في غلاف غزة ولم يحدث شيء، ولا حتى رد حقيقي، ينهي قلق سكان غلاف غزة الذين يشعرون أن ردع جيشهم مقابل هذه البقعة اصبح من الماضي، فلماذا يحدث ذلك؟!
آفي ساخاروف، كاتب موجِّه في موقع والا نيوز ، وقبل لحظات من الكشف عن موضوع الطائرة الصغيرة المسيرة من القطاع، قال أن الرسالة التي ارسلت من إسرائيل الى حزب الله ، استوعبتها حماس في غزة، لكن تحليله تبين بعد لحظات من نشر المقال أنه (فيشينچ) فقد كان ارسال الحوامة تحدٍ اعتبره الجيش خطير ، خاصة أن الحوامة عادت الى قواعدها بسلام.
الجيش والحكومة الإسرائيلية ينظرون الى غزة والضفة على أنهما تحدٍ قانوي هامشي، ويقولون أنه لا ينبغي أن يشغلنا الهامشي عن الرئيسي والإستراتيجي، وغزة والضفة ستبقان بلا حل، لأن خطرها غير استراتيجي.
لكن الواقع يعطي اشارات غير ما ينضح به التقدير الإسرائيلي، فللمرة الثالثة خلال شهرين تقريباً، (تُنفس) احداث وقعت في الجيهة الجنوبية والضفة الغربية البالون الضخم، الذي ينفخة الاعلام والجيش والساسة الإسرائيليون، حول التمايز بين الجبهات، واستعداد القوات ، وهم بذلك يشبهون الصين القديمة- إن صحت الرواية- عندما اهتمت بالبناء الجذاب (السور) واهمت الاستراتيجي (الإستعداد الداخلي).
الكل في إسرائيل يهربون من غزة ، ولا يرون أن لها حل ، حتى في الجيش، لا يتنافس ذلك العدد من الضباط في الجيش لقيادة المنطقة الجنوبية، لقناعتهم انها بلا حل، ويذهبون الى الأسهل، الذي له حل - من وجهة نظرهم - الشمال او الوسط.
ربما يعود ذلك الى ثقافة قديمة، في كتبهم القديمة المقدسة، حيث أن داوود ملكهم، قد هزم في الجنوب.
يوم الجمعة وقعت مظاهرات، وصفها الإحتلال بالعنيفة على السياج، خلالها إطلاق قناصته النار على أطفال فلسطينيين شاركوا في المظاهرات، يديعوت احرونوت قالت أن حماس والجهاد الإسلامي أعلنوا على الفور أن إسرائيل "ستدفع ثمن الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل".
إدعى الاحتلال أن حماس ردت ليلة السبت بإطلاق 5 صواريخ على حي بالقرب من سديروت، بالمقابل هاجم الجيش الإسرائيلي أهداف في غزة.
الجهاد الاسلامي- قالت يديعوت، أمس دخل الى الصورة عندما أرسل حوامة محملة بعبوة ناسفة القت حمولتها وانفجرت عند نقطة الصفر من سيارة جيب هامر عسكرية - أدت الى اتلافه.
الحدث اعتبر خطيراً في إسرائيل، لا بل وضربة مؤلمة على الوجه، لذلك رد جيش الإسرائيلي بهجمات ضد العديد من أهداف حماس باستخدام الطائرات والدبابات ، لكن هذا الرد أبعد ما يكون عن إرضاء السكان المحبطين قالت يديعوت.
القناة 11 (كان) قالت: وقع أخطر حادث أمس حوالي الساعة 12 ظهرا. قامت حوامة تم إطلاقها من قطاع غزة بتخريب سيارة جيب هامر كان في مهمة عملياتية. سقطت القنبلة مسافة صفر من السيارة وانفجرت. لم يصب أي من جنود الهامر ، انفجرت إحدى إطارات السيارة وأصيبت الهامر بأضرار. وعادت الحوامة إلى غزة. ادعى الجيش أنه هاجم في وقت لاحق موقعًا بجوار الخلية التي أرسلت الحوامة.
الكثير من المراقبين يرون ان نتنياهو مشغول بالانتخابات حالياً، ويقاتل مستميتاً من أجل عدم فقدان مقره في بالفور، حتى لو جر معه الجيش والرقابة لخدمة حملته الانتخابية، ولذلك هذا الأمر سبب له (عمى الجيهات).*