قائمة الموقع

الطائرات المسيرة.. تطور نوعي في تكتيك المقاومة يفجع الاحتلال

2019-09-09T09:15:00+03:00
الطائرات المسيرة.. تطور نوعي في تكتيك المقاومة يفجع الاحتلال
غزة- محمد عطا الله

في تطور عسكري غير معهود، تواصل المقاومة الفلسطينية ابتكار أساليب نوعية تكتيكية جديدة، عبر استخدامها للطائرات المسيرة التي باتت تؤرق الاحتلال الإسرائيلي وتشكل فارقا كبيرا في المعركة مع العدو، بحسب خبراء عسكريين.

وفي التفاصيل أعلن جيش الاحتلال السبت عن تضرر آلية عسكرية إسرائيلية بعد استهدافها من طائرة مسيرة كانت تحمل مواد متفجرة، مما أدى إلى تعطل الآلية دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

ويأتي هذا الاستهداف بعد حدث مماثل قبل أشهر، عندما بثت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مقطع فيديو لاستهداف آليتين عسكريتين خلال التصعيد الأخير على حدود قطاع غزة.

ويعد هذا الأمر تطورا ونقلة نوعية وهجوما خطيرا يؤسس لعهد الطائرات المفخخة، بحسب ما تحدثت به محللون عسكريون إسرائيليون في وسائل إعلام عبرية.

وذكر المحلل العسكري في موقع "والا" العبري أمير بوخبوط أن عملية استهداف المقاومة الفلسطينية بغزة لآلية عسكرية تعتبر خطيرة جداً، وأضاف أن فصائل المقاومة في القطاع تحاول قلب المعادلة.

من ناحيته قال "أور هلر" المراسل العسكري لقناة ١٣العبرية أن هذا الوقت هو وقت الطائرات المسيرة المفخخة، في حين قال "يوسي يهوشواع" مراسل صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أن جيش الاحتلال رد بشكل بسيط على العملية وذلك ضمن السياسة التي يتبعها الجيش مع قطاع غزة باحتواء الأحداث.

ومن الجذير ذكره، أن امتلاك المقاومة للطائرات المسيرة يعود إلى العام 2014، عندما أعلنت كتائب القسام نجاحها في تسيير طائرات دون طيار فوق مدينة أسدود، على بعد 30 كيلو مترا من قطاع غزة، قبل أن تسقطها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي.

تطور نوعي

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن استخدام الطائرات المسيرة أو الحوامات يعد تطورا نوعيا للمقاومة الفلسطينية عملت على تطويره في عدة مراحل سابقة وليس جديدا.

ويوضح أبو زبيدة في حديثه لـ "الرسالة" أن تلك الحوامات أو الطائرات المسيرة استخدمتها المقاومة إبان معركة العصف المأكول عبر ثلاثة نماذج وهي الهجومية والانتحارية والاستطلاعية، لافتا إلى أنها أثبتت قدرتها وكفاءتها التشغيلية العالية لاسيما وأن الرادارات فشلت في رصدها بسبب مستوى تحليقها المنخفض.

ويبين أن امتلاك هذه الطائرات يساعد المقاومة في تنفيذ هجمات مهمة كالاستهداف المباشر لمواقع العدو، أو نقل بعض أنواع المتفجرات لمراكز استراتيجية قد تكون في البحر، أو عبر الداخل الصهيوني والاستطلاع بما يفيد المقاومة بالتخطيط للعمليات والعديد من المهام الأخرى.

ويشدد على أن الطائرات أدخلت بُعدا عسكريا عملياتيا جديدا على المقاومة يمكن استثماره بشكل جيد، خاصة بعد أن عوّل العدو الصهيوني على انخفاض قدرة الأنفاق وبعض وسائل المقاومة وبالتالي استدعت المقاومة أساليب جديدة في مواجهته.

ويرى الخبير العسكري واصف عريقات أن استهداف المقاومة للآلية الصهيونية يؤكد على حقيقة تطور أداء المقاومة الفلسطينية وتراجع قوة الردع الإسرائيلية التي تتفاخر بوسائلها التكنولوجية وأجهزة الإنذار المبكر الحديثة، مبينًا أن ذلك يعتبر عملًا نوعيًا يقلق (إسرائيل).

ويعتبر عريقات أن رد المقاومة يدلل على وجود قوة ردع متقاربة رغم قلة الإمكانيات، لافتًا إلى أهمية الإرادة والعزيمة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني والتي تساعد في تطوير قوة ردع المقاومة في مواجهة الاحتلال.

وأكد أن رد المقاومة باستخدام "الحوامات المسيّرة" أسلوب جديد ومتطور أثبت نجاحه في مسرح العمليات، مبينًا أن هذا أمر مقلق ويعتبر اختراقا لكل الخطوط الحمراء بالنسبة لـ (إسرائيل).

وتابع عريقات "الطائرة المسيرة التي استهدفت آلية صهيونية على حدود قطاع غزة ربما استخدمت كميات متفجرات قليلة، وربما تضرب في عمق فلسطين المحتلة بكمية متفجرات كبيرة ذات فعالية أكبر".

اخبار ذات صلة