قائمة الموقع

مقال: متى تكون المفاوضات مع المحتل مشروعة؟

2010-09-20T12:00:00+02:00

مصطفى الصواف    

نحن نؤكد دائما إن المفاوضات التي تجري بين فريق التفاوض العباسي مع الاحتلال الصهيوني بأنها مفاوضات محرمة ولا تجوز لأنها تهدف إلى ضياع الحقوق الفلسطينية والتنازل عن الحقوق والثوابت الاعتراف بشرعية المحتل ومكافأته عن جرائمه والتي بدأت باغتصاب فلسطين عبر الإقرار بحقه في الوجد على حساب الشعب الفلسطيني.

من المعروف في عرف السياسيين أن التفاوض بين المحتل وجهة الاحتلال يجري على قاعدة كيفية إجلاء الاحتلال عن الأراضي المحتلة، وهذا الذي يجب أن يكون عليه التفاوض في فلسطين، كما كان التفاوض بين فيتنام والاحتلال الأمريكي، وهو نفسه الذي جرى بين الجزائر والاحتلال الفرنسي، وهذا التفاوض المشروع والمقبول على الجميع.

ولكن ما يجري في فلسطين مخالف للأعراف السياسية وأعراف التفاوض المتعارف عليها عالميا وفي أعراف السياسيين، هذا التفاوض غير مشروع ومحرم في نفس الوقت مخالف للمتعارف عليه لكونها لا يجري بين المحتل وقوات الاحتلال على قاعدة إجلاء المحتل، ولكن هذا التفاوض الجاري منذ أكثر من ثمانية عشر عاما قائم على أساس تقاسم الأرض بين المحتل وقوات الاحتلال، لذلك هو تفاوض محرم ومرفوض وخاصة هنا في فلسطين، ولكونه مخالف للأعراف وللقوانين هو تفاوض فاشل لأنه يعتمد على التفريط بالحقوق لا استردادها ، لذلك مصيره إلى الفشل.

صحيح أن الحالة الفلسطينية مختلفة والمحتل لفلسطين أيضا مختلف، لان هذا الاحتلال ليس طمعا في استغلال ثروات الشعوب المحتلة وكنوزها، ولكنه أحلال وليس احتلال، أي أن المحتل الإسرائيلي يريد أن يحل مكان صاحب الأرض الشرعي والحقيقي من خلال طرده أو قتله، وهذا ما رفعه الاحتلال الصهيوني منذ البداية عندما ردد مقولة ( ارض بلا شعب، لشعب بلا ارض ) ، ومقولة (أن فلسطين شرق الأردن وليس غربه).

لذلك أي مفاوض لا يفاوض على قاعدة إجلاء المحتل فهو مفاوض فاشل وفي نفس الوقت هو مفاوض غير مؤتمن على حقوق شعبه، ونهايته مخزية وعليه ترك هذه المفاوضات والتنحي جانبا لأنه مهما تخالف او تعاون او اسند من جهات خارجية فلن تنفعه طالما أن شعبه برفض مسلكه وطريقة ويرفض الطريقة والنتائج التي يمكن أن تصل إليها المفاوضات,

وهذا الفرق بين عباس وحماس، حماس لو دخلت أي مفاوضات مع المحتل وهو أمر مشروع؛ ولكن تفاوضها سيكون على قاعدة إجلاء المحتل وليس تقاسم الأرض معه كما يفعل عباس، وحماس يمكن لها أن تتعاون مع أطراف مختلفة من أجل التفاوض على قاعد جلاء المحتل، وفي نفس الوقت لن تتخلى عن البديل للمفاوضات وهو المقاومة وهي قانون التعامل مع المحتل، وهذا هو فرق آخر بين عباس وحماس، الفرق الآخر هو ان حماس تعير اهتماما للشعب الفلسطيني وخيارته وتحترم مواقفه وتعمل على الحفاظ على حقوقه وثوابته ولا تقبل الاعتراف بهذا المحتل ومنحه الشرعية والحق في الاغتصاب.

مرة أخرى نعود ونؤكد أننا مع التفاوض مع العدو الإسرائيلي وكذلك الشعب الفلسطيني، وان هذا التفاوض المشروع من وجهة نظر الشعب الفلسطيني هو ما أسلفنا يقوم على قاعدة إجلاء المحتل لا على قاعدة تقاسم الأرض معه.

اخبار ذات صلة