"إمباكت" تؤكد محاربة فيسبوك للمحتوى الفلسطيني لصالح "إسرائيل"

"إمباكت" تؤكد محاربة فيسبوك للمحتوى الفلسطيني لصالح "إسرائيل"
"إمباكت" تؤكد محاربة فيسبوك للمحتوى الفلسطيني لصالح "إسرائيل"

الرسالة نت – مها شهوان

 بشكل مستمر تغلق العشرات من الحسابات الشخصية والعامة على صفحة فيسبوك ذات المحتوى الفلسطيني، ففي كل مرة يكون هناك حدثا في الاراضي الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي ويهم الفلسطينيون بكتابة منشورات وارفاقها بصور أو فيديوهات تؤكد الاعتداء الإسرائيلي تسارع إدارة الفيسبوك بإغلاق تلك الصفحات.
مؤخرا كشفت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الانسان" في تقرير لها حول محاربة فيسبوك للمحتوى الفلسطيني عبر صفحاتها، في إطار المصلحة الاقتصادية والعلاقات المتبادلة بينها وبين إسرائيل.
وذكرت المؤسسة في تقريرها أن شكاوى الفلسطينيين من القيود المفروضة على محتواهم عبر فيسبوك، مرتبطة بالمصلحة مع دولة الاحتلال، مشيرة إلى أن العمل في فيسبوك شهد مؤخرًا نموًا، حوّلها إلى شركة ضخمة توظف عشرات الآلاف من الأشخاص، الأمر الذي تطلب من الشركة مع توسيع أعداد عملائها، السعي إلى التوسع خارج حدودها الوطنية.
وأضافت أن توفر مواقع لمقرات إقليمية لشركات متعددة الجنسيات، مثل فيسبوك، يتيح لها عدة مزايا مثل جلب المزيد من الاستثمار وخلق فرص عمل وربط الأشخاص العاملين هناك بكل أنواع الخبرة لدى الشركات الوطنية والمتعددة الجنسيات الأخرى العاملة هناك.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية نشرت عن استثمار كبير لشركة فيسبوك في عمليات الذكاء الاصطناعي في "إسرائيل" من خلال مركز جديد للبحث والتطوير مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين في الشركة الأمريكية وخارجها.
وأبرزت الصحيفة أن فيسبوك تعد من بين أكثر من 300 شركة متعددة الجنسيات فتحت منشآت للبحث والتطوير في "إسرائيل".
  تقييد المحتوى الفلسطيني
تقول مها الحسيني المديرة التنفيذية لمؤسسة إمباكت، إن استضافة "إسرائيل" مقرا إقليميا لشركة فيسبوك، أتاح لها التأثير بشكل متصاعد على المحتوى الفلسطيني ووصل حد اعتقال عشرات فلسطينيين بسبب ممارستهم لمجرد حقهم في حرية التعبير.
وأشارت الحسيني إلى شكوى منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية "مرارا وتكرارا" من تقييد المحتوى الفلسطيني على فيسبوك، "وهو ما يمكن ربطه بضغوط "إسرائيل" على الشركة العالمية".
وأبرزت الحسيني تكرار زيارات لكبار المسئولين في شركة فيسبوك وإسرائيل وإبرام اتفاقيات بين الجانبين بدعوى محاربة التحريض، ما أسفر عن تقييد شديد للمحتوى الفلسطيني في وقت نادراً ما تم التعامل مع المحتوى الإسرائيلي الذي يدعو إلى نشر الكراهية والدعاية ضد الفلسطينيين.
وشددت مؤسسة إمباكت الدولية على أنه يتعين على الشركات متعددة الجنسيات مثل فيسبوك، "الالتزام بالضوابط الأخلاقية الخاصة بها والتي تدعو إلى تعزيز حرية التعبير ورفض الكراهية والعنف واحترام كرامة الإنسان وحياته".
وتجدر الإشارة إلى أن مركز "صدى سوشال" رصد أكثر من 17 انتهاكا للمحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي خلال أغسطس الماضي، كان معظمها على الفيسبوك.
وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، كشفت وزارة القضاء الإسرائيلية أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي.
كما وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية أن "إسرائيل" اعتقلت ما يزيد عن 350 فلسطينياً خلال العام 2018، بينهم صحفيون وكتاب بسبب منشورات وشعارات أو نشر ملصقات وصور قتلى وأسرى على صفحات فيسبوك، وأحيانا بسبب مشاركة وتسجيل إعجاب لمنشورات آخرين
 

البث المباشر