قائد الطوفان قائد الطوفان

في بحر الشمال.. الصيد قليل والرصاص كثير!!

0ff0fc051c1f2bd201c4f760e2d81dc7.jpg
0ff0fc051c1f2bd201c4f760e2d81dc7.jpg

غزة-محمد شاهين


في كل صباح تقريبًا، يستمع صيادو بحر شمال قطاع غزة إلى أصوات الرصاص القاتل، الذي يدوي أزيزه بجوار مراكبهم، أو يخترق أجسادهم في بعض الأحيان، ليضافوا إلى سجل المصابين أو الشهداء.
وكونها المنطقة البحرية الوحيدة التي تربط قطاع غزة بالاحتلال، تنفث البحرية الإسرائيلية سمها باستمرار على الصيادين العزل، دون أي ذريعة أو عذر، فمن ينجو منهم من الإصابة بالرصاص قد تطاله ملاحقة (الزوارق والعباسات)، المستمرة لتصادر مركبته وتحرمه من ممارسة مهنته القاسية.
يحكي الصياد العبد سعد الله، الذي اخترقت قدمه رصاصة، عدا عن خسارته محرك قاربه الذي لا يمكن تعويضه نظرًا لمنع الاحتلال إدخال المحركات إلى قطاع غزة، بأن "زوارق الاحتلال لاحقته إلى منطقة قريبة من الشاطئ، ونجحت بإيقافه بعد أن أصيب محركه بأكثر من 10 رصاصات".
ويضيف "للرسالة" أنه صعد إلى الزورق الإسرائيلي الذي كان يريد أن يصادر مركبته أيضاً، إلا أن رصاصات المقاومة الفلسطينية أنقذت المركب، وأجبرت الاحتلال على الانسحاب السريع إلى الأراضي المحتلة، ما أنقذ قاربه ومصدر رزقه الوحيد من المصادرة".
لجأ الصياد سعد الله إلى الصيد بقاربٍ بدائي يحركه المجداف بدلاً من المحرك، بعد الخراب الذي لحق به من الرصاص القاتل، ويقول "إن رزقه قد أصبح ضئيلاً، كون قاربه لا يحمل الشباك الكبيرة التي تساعده في اصطياد كميات أكبر من الأسماك، ما جعله يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة للغاية".
ويطالب صاحب البشرة السمراء بتعويضه بمحركٍ جديد على الأقل ليمارس الصيد كما في السابق، ويؤكد أن ملاحقته والاعتداء عليه تم داخل المنطقة التي يسمح بها بالصيد، ولم يرتكب أي عمل يجعل زوارق الاحتلال الإسرائيلي تلاحقه، مناشدًا المؤسسات الحقوقية والدولية إلى زيارة الحدود الشمالية لقطاع غزة، والاستماع إلى إفادات الصيادين الأكثر تعرضاً للاعتداءات.
أما الصياد أحمد السلطان، فقد أجبر على التوقف عن ممارسة المهنة التي استمر بها لأكثر من 20 عاماً، إذ أصيب بثلاث رصاصات إحداها كانت في بطنه، وأدخلته في وضع صحي حرج، منعه من حمل الأثقال والتعب الشديد.
يقول السلطان "للرسالة"، إن الزوارق الإسرائيلية فتحت عليه نيران أسلحتها الرشاشة على مسافة أقل من ميلين، وبعدها بثوان وجد دماءه تملأ المركب، ليدخل رحلة معاناة قاسية انعكست على وضعه الصحي والاقتصادي، إذ بات يتحمل نفقة علاج، وفي نفس الوقت توقف عن ممارسة مهنته التي تمثل مصدر دخله الوحيد.
ويكشف أنه أجبر على العمل بتجارة الأسماك بدلاً من صيدها، ومع ذلك لا يحصل منها يوميًا 20 شيكلاً، وأحياناً يعود بخفي حنين، نتيجة الشح الكبير في الأسماك، إذ يمنع الصيادون في شمال قطاع غزة، من الوصول إلى المناطق التي تتواجد بها الأسماك بكثرة، ويقتصر وجودهم على مسافات قريبة من الشاطئ فقط.
وفي جولة لمراسل "الرسالة"، على شاطئ البحر في الحدود الشمالية، الذي كان يخلو من أي صياد كي نسأله عن الاعتداءات الإسرائيلية، من ضررٍ لحق به نتيجة الانتهاكات المستمرة التي لا تجد من يقف في وجهها أو يطالب بوقفها من المؤسسات الحقوقية الدولية.
ويحذر نزار عياش، نقيب الصيادين في قطاع غزة من التدهور والانحدار الذي يعيشه قطاع الصيد، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الصيادين وإلحاق الضرر الكبير بالمراكب والمعدات، مع استمرار منع دخول المعدات اللازمة والضرورية منذ العام، ما أجبر أكثر من 1100 صياد يعزفون عن مهنتهم، وإبقاء 4000 صياد يعيلون 50.000 نسمة تحت خط الفقر.

 

البث المباشر