قبل أيام قليلة، أعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي في بيان له اعتقال المنفذين اللذان زرعا في الثالث والعشرين من أغسطس العبوة الناسفة في ’ عين بوبين’ قرب دوليف، والتي أودت بحياة المستوطنة رينا شنيرب، وأدت إلى إصابة والدها وشقيقها"، مدعيا بأن المنفذين "من سكان منطقة رام الله، وينتمون للجبهة الشعبية، وخططوا لتنفيذ عمليات أخرى.
وادعى الشاباك أن قائد العملية الذي اعتقلته السبت الماضي، هو "سامر العربيد (44 عاما) من سكان رام الله والمطلوب على مدار عدة سنوات، وهو من حضر العبوة الناسفة وفجرها حين لاحظ بأن عائلة شنيرب وصلت" للمكان المُراد.
وفي حادثة تخالف القوانين الدولية، كشفت صحيفة "هآرتس" أن الشاباك حصل على "تصريح قانوني"، يتيح استخدام أساليب تحقيق "استثنائية" تعرض على إثره العربيد للضرب والتعذيب الشديدين، ونُقل لمستشفى "هداسا"، بالقدس بحالة شديدة الخطورة.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، فإن جهاز الأمن العام في (إسرائيل)، أقر بأنه خلال التحقيق أصيب رئيس "الخلية"، العربيد، بوعكة صحية فتم نقله إلى المستشفى، لإجراء فحوصات وتلقي العلاج الطبي، حيث وصفت حالته بخطيرة.
ونقلت (مكان)، عن أحد محاميي مؤسسة (الضمير) لحقوق الإنسان، أن الأسير تعرّض للتعذيب خلال التحقيق معه.
وعبر تصريحات صحفية كشف حسن عبد ربه، المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن الوضع الصحي للأسير عربيد صعب للغاية، ولا يسمح الاحتلال لأحد بزيارته أو الحديث معه، مشيرا إلى أن الاحتلال سمح فقط للمحامي الخاص به برؤيته من بعيد، ولم يسمح له بالحديث معه، كما لم يسمح لعائلته بزيارته أو الاطمئنان عليه.
وبحسب قول عبد ربه، فإن الأسير تعرض للتعذيب الجسدي القاسي، وذلك بعد أن أخذت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي الإذن من المحكمة العليا الإسرائيلية باعتبار أن الأسير سامر (قنبلة موقوتة).
وأشار إلى أن الهيئة ليس لديها أي معلومات حول حالته الصحية، وكل ما يصل إليها هو فقط من الإعلام الإسرائيلي، وما ينشره جهاز المخابرات الإسرائيلي.
بدوره حمل علام الكعبي مسؤول ملف الاسرى في الجبهة الشعبية، الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة العربيد داعياً للكشف الفوري عما جرى ويجري بحق الاسير سامر والسماح فوراً للأطباء الفلسطينيين بمعاينته.
ووصف الكعبي أن ما تداولته وسائل الاعلام الإسرائيلية حول وضع " العربيد" هو بمثابة دلالة ان الاحتلال يسعى لارتكاب جريمة اعدام بحق الاسير سامر، وان ما يتم تسريبه إنما يأتي في إطار تهيئة الأجواء لاستقبال خبر ارتقاءه شهيداً في أقبية التحقيق، ودلالة واضحة أن قرار إعدامه قد صدر بالفعل مما يُسمى بمحكمة العدل الصهيونية العليا لرجالات الشاباك الذين فشلوا في انتزاع أي اعتراف من الأسير الذي صمد أمام أدوات التحقيق لجهاز المخابرات الإسرائيلية.