فوق منزله القديم بدأ الفنان عبد الجليل الرزام مشروعه قبل عام، لصناعة 11 مجسما فنيا تشكل تحفة حقيقية لـ11 مكانا أثريا ودينيا في البلدة القديمة بإشراف من جمعية اللقلق الثقافية في البلدة.
بدأ مشروع حجر لوجيا في مدينة القدس ليحمل فكرة التوثيق التكنولوجي لمعالم البلدة القديمة في القدس، وتتلخص الفكرة التي يقوم عليها مجموعة من الشباب على تثقيف العالم بمعالم القدس بأفكار عديدة من ضمنها المجسمات ثلاثية الأبعاد والتي قام بها الفنان عبد الجليل الرزام الذي أخرجه بصورة بدت أقرب للحقيقة حتى أن من رآها عبر الصور اعتقد أنها حقيقية وليست مجسما.
أما عن الهدف من المشروع حسب قول الرزام فهو التجول في مدارس وكليات الضفة الغربية وأماكنها الثقافية لكي يرى الفلسطينيون الممنوعون من زيارة القدس عبر روبوت إلكتروني يتحرك بين المجسمات ويشرح التاريخ للزوار والمشاهدين.
ويقول صاحب الفكرة أن المجسمات مقسمة لعدة أماكن، أولها المعالم الدينية مثل كنيسة القيامة والمسجد الأقصى ومسجد القبة وهناك مدارس كالمدرسة العمرية والصلاحية والأشرفية وآثار قديمة مثل شارع الكاردو الأثري الذي يقع في المنطقة الجنوبية لمدينة القدس، وهناك مجسمات للأسبال كمجسم "سبيل قيت باي" الذي ظهر فيه باب العامود من الداخل والكثير من الغرف والأقواس.
وقد بدأ الرازم عمله في المجسم الأول لقبة الصخرة مع فريق مساعد قبل عام وواجه العديد من الصعوبات لمحاكاة الشكل الحقيقي بأحجام صغيرة بالإضافة إلى طريقة التصنيع الدقيقة لصغر حجم المجسمات وتفاصيلها، فهنا كان يركب بابا لا يتجاوز الأربع سنتيمترات، أو نافذة لا تتجاوز السنتيمتر الواحد، بشكل دقيق جدا ومطابق للحقيقة.
الأعمال الدقيقة جعلت الفنان يواجه مشاكل في القص واللصق والتصنيع ليصل الشكل والمجسم للصورة الأقرب إلى الحقيقية ما أمكن، مع استخدام سكاكين ومشارط لقص الأقواس والأعمدة حتى خلق مدينة مصغرة للبلدة القديمة.
وأضاف الرزاز: لم يكن العمل يخلو من زيارات متعددة للأماكن الأثرية للحصول على أجمل وأوضح صور وأقرب تصور.
وتواجه مدينة القدس مخططا تهويدا مبنيا على منع أهالي الضفة والداخل المحتل من أعضاء الحركة الإسلامية من زيارة القدس، حتى في المناسبات الدينية كشهر رمضان وذلك ضمن مخطط ممنهج لفصل القدس عن محيطها وتهويد البلدة القديمة، وهذا ما دفع الرازم لإنشاء مشروعه الفني، فإذا لم تستطع الذهاب إلى القدس، القدس ستأتي إليك.