قائمة الموقع

في ذكرى وفاء الأحرار.. متى نشهد صفقة جديدة؟

2019-10-23T13:42:00+03:00
لحظة تسليم شاليط
الرسالة نت - محمود فودة

ينتظر آلاف الأسرى في سجون الاحتلال) الإسرائيلي (اللحظة التي تتوصل فيها المقاومة الفلسطينية إلى صفقة تبادل أسرى جديدة، بعد أن أثبتت التجربة قبل ثمانية أعوام نجاحها إثر تنفيذ صفقة وفاء الأحرار بتحرير 1055 أسيرا مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليط.

ونفذت الصفقة على ثلاث مراحل؛ الأولى في شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2010 حين تم تحرير 20 أسيرة فلسطينية بأحكام مختلفة مقابل بث شريط مصور مدته دقيقتان للجندي شاليط وهو في قبضة المقاومة، والمرحلة الثانية الأكبر والتي نفذت يوم الثامن عشر من أكتوبر عام 2011 بتحرير أكثر من 477 أسيرا، بينما شملت المرحلة الثالثة تحرير 550 أسيرا في ديسمبر من العام ذاته، توجه ٥٠٥ منهم إلى الضفة المحتلة و41 محررا إلى قطاع غزة.

وتضمنت الصفقة كذلك الإفراج عن 44 قائدا من أصل 50 أسيرا من قادة المقاومة الذين كانت (إسرائيل) تتعنت في الإفراج عنهم مثل القائد يحيى السنوار وروحي مشتهى وماجد أبو قطيش وجهاد يغمور وجهاد عطون وغيرهم الكثير، حيث ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية بأن الصفقة شملت الإفراج عن أسرى قتلوا ما مجموعه 1200 (إسرائيليا).

وحاليا تحتفظ المقاومة الفلسطينية بعدد من أسرى الاحتلال منهم الضابط هدار غولدين الذي أسر شرق مدينة رفح في مطلع أغسطس 2014، والجندي شاؤول أرون والذي أسر شرق غزة في يوليو من نفس العام، وكذلك الجندي من أصول أثيوبية إبراهام منغستو وهشام السيد.

وترفض حركة حماس الحديث في صفقة جديدة دون تحقيق المطلب الأساسي بالإفراج عن الأسرى المحررين الذين شملتهم صفقة وفاء الأحرار وأعاد الاحتلال اعتقالهم مجددا، في حين تدخلت عدة وساطات خلال السنوات الماضية دون أي تقدم ملموس في هذا الملف.

ويرى وزير الأسرى الأسبق وصفي قبها –وهو أسير محرر- أن الأسرى في سجون الاحتلال باتوا بأمسّ الحاجة لصفقة جديدة تنهي معاناتهم، وتوقف الظلم (الإسرائيلي) الواقع عليهم، خصوصا في ظل الهجمة التي يشنها الاحتلال ضد الأسرى في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق.

وأوضح قبها في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أنه كلما زاد التضييق على الأسرى في سجون الاحتلال زاد لديهم الأمل بقرب الصفقة التي ستؤلم الاحتلال كثيرا وتنهي معاناتهم وحالة الإذلال التي يحاول الاحتلال فرضها، في حال تمكنت المقاومة من الإفراج عن غالبية الأسرى في السجون.

ويشار إلى أن الصفقة حققت وحدة الوطن الفلسطيني الواحد؛ حيث شملت أسرى من كافة المناطق الفلسطينية المحتلة كالضفة والقدس والداخل وحتى الجولان المحتل إضافة إلى قطاع غزة، كما تضمنت الوحدة الوطنية بالإفراج عن أسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية لتشكل منعطفا مهما في التاريخ الفلسطيني ومقاومته.

وفي التعقيب على ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب إنه في ذكرى وفاء الأحرار هناك دلائل مهمة للتأكيد على استراتيجية المقاومة بالاهتمام بملف الأسرى كأولوية وطنية لا يمكن التخلي عنها.

ويسجل للمقاومة وفق الغريب قدرتها على الاحتفاظ بجنود الاحتلال الأسرى لسنوات، وهو الأمر الذي يحصل كذلك حاليا مع أسرى عدوان عام 2014.

وأضاف الغريب في اتصال هاتفي مع "الرسالة" إننا سنشهد صفقة جديدة عندما يدفع الاحتلال الثمن كما دفعه بصفقة شاليط وهذا مرهون برضوخ الاحتلال لمطالب المقاومة في هذا الملف، وفي مقدمتها الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار الذين جرى إعادة اعتقالهم عام 2014.

وبيّن أنه حتى اللحظة لا توجد مؤشرات قريبة على إتمام صفقة جديدة ويعتمد هذا على قدرة الوسطاء على إلزام الاحتلال بدفع الثمن المطلوب وحال تم ذلك أعتقد أن ما لدى المقاومة كفيل بتبييض السجون بصفقة كبيرة وضخمة مشرفة تفوق ما حققته صفقة شاليط.

اخبار ذات صلة