قائمة الموقع

في ذكرى صفقة وفاء الأحرار.. الأسرى المحررون ينخرطون بالدم!

2024-10-18T10:58:00+03:00
من صفقة وفاء الأحرار.
خاص- الرسالة نت

في مثل هذا اليوم قبل 23 عامًا، أرغمت المقاومة الفلسطينية؛ دولة الاحتلال الإفراج عمّا يزيد عن ألف أسير فلسطيني، نصفهم تقريبا من المحكومين بالمؤبدات، وممن كانت تصفهم إسرائيل "أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء".
الصفقة أخرجت قادة كبار من أمثال الشيخ صالح العاروري؛ الذي أرغمت المقاومة دولة الاحتلال الإفراج عنه فور انتهاء محكوميته؛ ليقود مفاوضات الصفقة في الخارج، مع أحد مهندسيها داخل السجون؛ القائد الكبير يحيى السنوار؛ الذي سيتقلد في وقت لاحق رئاسة حركة حماس كاملة.
السنوار، وقادة آخرون شكلّوا فيما بعد القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس، ونهضوا في مسارها السياسي والعسكري معا؛ خاصة في ملف الضفة الذي بات يمثل كابوسًا يؤرق الاحتلال؛ بعد سنوات؛ كان يصنفها على أنها الساحة الأهدأ.
بعد الصفقة مرّ محرروها بمحطات مهمة، أبرزها، إعادة العمل على تحرير رفاق دربهم؛ إذ نجحت كتائب القسام في الخليل عام 2014، أسر 3 جنود إسرائيليين، تفجرت على إثرها معركة العصف المأكول؛ التي لعب فيها الأسرى المحررون دورًا مهما في قيادة ملف الضفة.
أعاد الاحتلال أسر عدد كبير منهم، معيدًا لهم الأحكام السابقة الصادرة بحقهم؛ ليبقى 50 شخصا منهم في السجون؛ تبعا لهيئة شؤون الأسرى.
وفي العام 2017، اغتالت سلطات الاحتلال الشهيد القائد مازن فقها؛ الذي اتهمته بمسؤولية العمليات في الضفة المحتلة، وهو أحد القادة المحررين في الصفقة.
وفي صيف العام 2023، ارتقى القائد طارق عز الدين؛ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في عملية غادرة؛ وما بينهما ارتقى عدد من شهداء الصفقة؛ بعدما وصفتها دولة الاحتلال بأنها أكبر خطأ استراتيجي ارتكبته، على ضوء ما نفذه أبطال الصفقة من نقلة نوعية في سياق العمل المقاوم بالضفة.
في معركة طوفان الأقصى؛ وقف أحد أبرز محرري الصفقة القائد يحيى السنوار، برفقة قادة آخرون، ليسطروا ملحمة استثنائية في تاريخ الشعب الفلسطيني؛ ليمتزج الدم بالدم؛ خاصة من محرري الصفقة من الضفة المحتلة؛ الذين ارتقوا في غزة.
استهدف العدو خلال العدوان، المتحدث الرسمي باسم حركة حماس في القدس محمد حمادة؛ أحد الذين بزغ نجمهم في سماء المعركة وهو يدافع عن أهم أهدافها ومبادئها الدفاع عن القدس؛ وهو أحد أبنائها الذين ارتقوا دفاعا عنها في غزة؛ بعدما ارتقى أيضا زوج والدته وشقيقها.
واستشهد قادة آخرون من بينهم القائد فرسان خليفة أحد قادة الكتائب كما نعته، وارتقى بعدها بأيام في الضفة شقيقه فارس؛ لتقول والدته، إن هذه الدماء رسمت خارطة الوطن كما ينبغي ويجب.
أيمن الشراونة أحد الأسرى المحررين من الضفة المحتلة، قال إنّ الصفقة التي أفرج بموجبها عن 1027، باتت رمزية لالتحام الشعب الفلسطيني، انصهر فيها الدم بالدم، والنسب بالنسب، مشيرا إلى أن كل أسير تحرر وأبعد لغزة؛ إمّا ارتقى شهيدا ، أو فقد عائلته، أو أحدا من عائلة زوجته؛ الذي أصبح واحدا منهم.
ويقول الشراونة لـ"الرسالة نت"، إنّ هذه المعركة التحم فيها الأسرى المحررين؛ الذين كانوا على رأس الأهداف الإسرائيلية، وتعرضوا لعمليات اغتيال ممنهجة؛ وأن عددا كبيرا منهم على قائمة الرصد هم وعوائلهم.
تبعا للشراونة فإن 32 شهيدا من محرري الصفقة ارتقوا في هذا العدوان؛ الذي لا يزال متواصلا، إلى جانب مسح سجلات عوائل 11 من محرري الصفقة الذين ارتقوا فيها، إضافة لـإعادة اعتقال 12 منهم تقريبا في مختلف مناطق القطاع.
ويضيف: "ذلك كله علاوة عن استشهاد أسر أزواجهم وانسبائهم، واستهداف منازلهم بشكل كامل، وتدمير مدينة الأسرى التي خصصّـت للمحررين بشكل نهائي".
ويؤكد أن ذلك أيضا ترافق مع حملات مضايقة واعتقالات لعوائلهم في الضفة، واعتقال أشقائهم، ومنع العوائل من إقامة مراسم عزاء لهم.
وذكر أنّ هذا كله يترافق مع عمليات تعذيب ممنهجة يتعرض لها الأسرى المحررون؛ الذي أعيد اعتقالهم في الضفة المحتلة؛ بغرض الانتقام.

 

اخبار ذات صلة