المبعد عبيات.. بين تهديدات الاحتلال وملاحقة الوقائي

إسرائيل أبعدت عبيات إلى غزة في 2002
إسرائيل أبعدت عبيات إلى غزة في 2002

غزة-محمد بلّور- الرسالة نت:

مراعاة لأنه مبعد, مأمورين هم أن يرشوا الملح على جرحه !! , ضباط الأمن الوقائي ببيت لحم يعرفون جيدا من هو قائد كتائب شهداء الأقصى بالضفة الشهيد حسين عبيات لكن الأوامر تأتي من أعلى صارمة وهم من الصنف المطيع بطبيعة الحال !! .

المبعد في غزة ناجي عبيات مهدد بالاغتيال في حال واصل عمله كمتطوع لخدمة عائلات الأسرى والشهداء في الضفة المحتلة بعد أن تشتتت أسرته بجهود ضباط المخابرات الإسرائيلية والأمن الوقائي في بيت لحم .

وكان ناجي عبيات أبعد عام 2002 إلى غزة وهو وآخرون إبان حصار الاحتلال لكنيسة المهد وله شقيق شهيد هو حسين عبيات وآخر هو إبراهيم أبعد لإيطاليا في نفس العام .

تعذيب نفسي

عاشت زوجة المبعد عبيات وأطفاله برفقته فترة الحرب على غزة , وجودها معه أنساه قسوة الإبعاد وآلام فراق الأهل في بيت لحم .

رفضت قوات الاحتلال عودتها لزيارة بيت لحم عبر معبر بيت حانون فحاول الزوج إعادتها عبر الأردن.

ويضيف: "بعد مغادرتها جسر الأردن احتجزتها المخابرات الإسرائيلية لأربع ساعات وعزلوها عن الأطفال وحققوا معها عني وعن أموال وهل كان لي دور في الحرب وبمن أتصل وما هي تحركاتي وكيف هي نفسيات ومعنويات المبعدين في غزة" .

يحرك ناجي ذراعيه متعجبا مما تعرضت له زوجته وتحضيرا لما هو أغرب في تفاصيل القصة اللاحقة حيث منحت الزوجة تبليغا لمقابلة المخابرات في مستوطنة "عتصيون" قرب بيت لحم .

بعد أربعة أيام ذهبت زوجته لمقابلة ضابط المخابرات المعروف لدى سكان بيت لحم بـ"الكابتن شاهر" ,هناك مكثت خمس ساعات ركزوا فيها على كيفية وصول الأموال لأسر الشهداء والأسرى في الضفة المحتلة .

وأكد عبيات أنه عمل منذ وصوله لغزة كمتطوع في جمعية النور، مشيراً إلى معاناة أسر والأسرى في الضفة الغربية المحتلة المادية والمعنوية منذ سنوات في ظل ملاحقة الاحتلال وأجهزة أمن السلطة للجمعيات الخيرية.

"كابتن شاهين"

يتنقل ناجي بين كرسي مكتبه في جمعية النور وهاتف أرضي لا يكف عن الرنين، مضيفاً: "يتخوفون من وصول مساعدات لأهالي الشهداء والأسرى فيسألوها ما هو عملي في الجمعية وهددوها بمحاولة اغتيالي وهددوها إذا وصلها أي مبلغ مالي مني أن يعتقلوها وسيقصفوني مباشرة في غزة بذريعة أني أشكل خطرا على إسرائيل  " .

وكان ضابط المخابرات الإسرائيلي في بيت لحم "الكابتن شاهر" اتصل أيام الحرب على غزة بناجي وطالبه ترك عمله في الجمعية مضيفا:"دار حوار بيننا 10 دقائق حذرني وهددني وأجبت أني أساعد عائلات شهداء وأسرى لكن تذرع أنها أموال قد تقع بيد من ينفذ عمليات مقاومة فقلت الأموال تصل لأيتام ثم قال سأتصل بك لاحقا والآن هو ينتقم مني بمنع زوجتي من السفر" . 

مهام موحدة

انتهاء مقابلة المخابرات الإسرائيلية للمرة الثانية لم تكن إلا بداية لاستدعاء "جدعان" الأمن الوقائي في بيت لحم، لزوجة عبيات للتحقيق, حول ذات الطرح والأسئلة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن والده حضر مع زوجه، لكن عناصر الوقائي حاولوا الضغط نفسياً على الطرفين بتفريقهم عن بعض ونقل الزوجة إلى مكتب آخر، يقول عبيات.

ويتابع: "استغربت أن الأسئلة هي نفسها وكانوا منزعجين من عملي الخيري"، منوهاً إلى أن ضابط الوقائي سألها حول نشاطاته في الحرب وإذا ما كان لديه سلاح أو تعرضت لقصف أم لا.

ويضيف: " هدد الأمن الوقائي زوجتي بالتحويل لمكتب تحقيق آخر في رام الله إن لم تتعاون مع محققي بيت لحم ثم هددوها بالاعتقال إذا لم تخبرهم عن أي مبلغ مالي تتلقاه من زوجها القابع في غزة".

حاسوب مشترك

يبدو المبعد عبيات واثق وهو يكشف عن قناعته بأن حاسوب المخابرات الإسرائيلية والوقائي واحد! يفسر قناعته بالقول:"لدى قناعة أن الحاسوب واحد وهذا ليس تنسيق بل عمالة رسمية وهناك اتفاقات أمنية بذلك فلماذا تعتقل السلطة من يفرج عنه من سجون الاحتلال مباشرة هناك من اعتقل على حواجز الاحتلال بعد الإفراج!!" .

وكان المبعد عبيات تحدث قبل الحرب لنائب لمدير الأمن الوقائي ببيت لحم  وأخبره أن الأموال التي تصل لأسر الشهداء والأسرى كمساعدة إنسانية وليس لها علاقة بأي نشاط آخر .

ويعاني شقيقه إبراهيم عبيات المبعد في إيطاليا أوضاعا مأساوية هو وزملاؤه حيث أوقفت السلطات الإيطالية عنهم أجرة منازلهم ومعاشهم الشهري في حين لم تقدم لهم سلطة رام الله شيء حتى الآن .

لا يوجد حصانة

ولا يتمكن المبعد ناجي عبيات من رؤية أطفاله الستة وزوجته عقب مضايقتها من قبل الاحتلال والوقائي ومنعها من السفر بمزاج ضباط المخابرات- كما أخبروها .

وأخيراً تمكن عبيات من إحضار نجله الأكبر إلى غزة بواسطة زوجة أحد المبعدين القادمة لزيارة زوجها للقطاع فيما تعيش بقية الأسرة مشتتة في الضفة المحتلة .

ويعيش المبعدون في غزة وإيطاليا ظروفا إنسانية صعبة وسط صمت فلسطيني رسمي .

وأضاف ناجي: " الصليب الأحمر لا يعترف بوضعنا ويقول أن ما تم هو اتفاقية في عهد خالد إسلام -المختفي حاليا- بين السلطة وإسرائيل وبصعوبة يحضر المبعدون زوجاتهم عبر معابر أخرى وسلطة رام الله لا تحترم لا مبعد ولا أسير بل يستدعوا زوجاتهم ويهينوهن".

وكان جهاز المخابرات في بيت لحم حاصر منزل عبيات واقتحموه ثم اعتقلوا ابن شقيقه الأكبر ومارسوا بحقه التعذيب لعشرين يوم بينما تعرض أحد أقربائه وهو ابن لشهيد للتعذيب وكسرت أضلاعه في حادثة مشابهة .

 

البث المباشر