الرسالة نت- آلاء النمر
يحاول طالب الصف السابع محمد الكحلوت أن يكيف نفسه مع أجواء المدرسة الحكومية التي انتقل إليها قبل عام دون أن يفلح في ذلك، نظرا للاكتظاظ الذي تعانيه مدرسته.
كما انتقد الطالب الكحلوت (13عاما) افتقار مدرسته للتحفيز المادي الذي تنتهجه الوكالة في مدارسها.
ولم يخف الكحلوت أنه قرر الانتقال من مدرسته إلى مدرسة تشرف عليها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين رغم المسافة الطويلة التي تفصل بيته عنها .
الاكتظاظ الطلابي
وأشارت الأم سهيلة العكلوك "34"عاما إلى أن انتهاج الوكالة لنهج الدعم المادي الذي يستقطب الطلاب نحوها في ظل الوضع المادي الصعب ، جعل ابنها خالد يلح عليها للسماح له بالانتقال إلى مدرسة الوكالة كغيره من أصدقائه.
وتقول لـ"الرسالة" :" في بداية الأمر كنت رافضة ولكن عندما سمعت عن التدريس في الوكالة والمحفزات التي يقدمونها لطلابهم ومقارنة الاكتظاظ الذي تعانيه مدارس الحكومة وافقت على انتقال ابني إليها".
ولفتت العكلوك إلى أن مدارس الوكالة مجهزة بمختبرات الحاسوب والمختبرات العلمية التي لا تتوفر في مدارس الحكومة بهذه الجودة، متمنية المزيد من الاهتمام في المدارس الحكومية.
وأما الحاج أبو محمد عبد القادر (52عاما) فلم يكن هو الآخر بعيدا عن هذه المعضلة التي جعلته ينقل أبناءه الثلاثة من المدارس الحكومية إلى مدارس الوكالة.
ويبين عبد القادر أن السبب في نقل أبنائه هو الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها هو وعائلته الكبيرة، معتبرا أن الوكالة تقدر ظروف الناس الصعبة وتساعدهم تارة بالمساعدات النقدية وأخرى بالزي المدرسي وليس أخيرا بالحقيبة المدرسية.
أعداد كبيرة
وفي ذات السياق أكد عدنان أبو حسنة الناطق الإعلامي باسم وكالة الغوث أن أعداد كبيرة من الطلاب تدفقوا إلى مدارس الوكالة في الأعوام القليلة الماضية, مشيرا إلى أن حوالي عشرة آلاف طالب جديد التحقوا بمدارس الوكالة هذا العام.
وشدد أبو حسنة في حديثه لـ"الرسالة" على أن مدارسهم على استعداد تام لاستيعاب أعداد إضافية بالرغم من قلة المدارس في القطاع.
وكشف أن الوكالة نسقت مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية باستئجار بعض المدارس الحكومية لصالح وكالة الغوث للتغلب على أزمة أعداد الطلاب.
واعتبر الناطق باسم الوكالة أن تطور التعليم لديهم ناتج عن توحد اختباراتها مع سوريا لعامين متتاليين.
ونفى أبو حسنة أن يكون الهدف من تقديم مدارس الوكالة الدعم المادي لطلابها هو التقليل من شأن المدارس الحكومية، مؤكدا على متانة العلاقة بين الوكالة ووزارة التعليم الحكومية.
العكس صحيح
بدوره أكد د. محمد عسقول وزير التربية والتعليم أن الاكتظاظ في المدارس ناتج عن نقص المباني لذلك لجئوا للعمل على نظام فترتين (صباحي ومسائي).
وقال عسقول لـ"الرسالة": " نحن بحاجة إلى أكثر من 100 مدرسة للتخلص من هذه المشكلة ولكن الحديث عن انتقال الطلاب من الحكومة للوكالة فانا أرى أن العكس صحيح".
وأشار وزير التعليم إلى أن المدرسة الحكومية لديها مجال لاستيعاب الطلاب الجدد القادمين من مدرسة الوكالة ولكن بعدة شروط أهمها أن تكون المدرسة اقرب إلى بيت الطالب من مدرسة الوكالة.
وأوضح د. عسقول أن هناك أعدادا كبيرة من طلاب مدارس الوكالة يريدون الانتقال إلى الحكومية، مبينا أن وزارته تشترط لقبول الطلاب المنتقلين معدل 70 % كحد أدنى.
ومن الواضح أن استمرار الحصار سيبقي الوضع كما هو عليه ولن تنتهي آثار الحصار السلبية على الحياة الاجتماعية والتعليمية إلا بانتهائه تماما.