وجه قيادي فتحاوي بارز، رسالة إلى قيادة حركة "فتح"، التي يتزعمها محمود عباس، إلى جانب كونه رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير، طالبهم فيها بضرورة الاستعداد للانتخابات المقبلة، التي وصفها بـ "المعركة الانتخابية".
جاء ذلك في رسالة للقيادي بالحركة زكريا الآغا، أحد القادة التاريخيين لـ "فتح" وعضو اللجنة المركزية السابق، نشرها اليوم الخميس، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتوقع الآغا خلالها، أن تكون هذه الانتخابات من "أصعب المعارك الانتخابية التي خاضتها حركة فتح منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994".
وأشار بهذا الخصوص، إلى أن كافة القوى ستحاول أن تعيد ترتيب أوضاعها استعداداً لهذه الانتخابات، بعد ان أجمعت الفصائل على هذه العملية الديمقراطية لإعادة البوصلة للوضع الداخلي الفلسطيني في الاتجاه الصحيح ولإنهاء حقبة مريرة من تاريخ الشعب الفلسطيني وإلى الأبد.
وقال الأغا: إن "وضع الحركة غير صحي وبحاجة إلى جهود فوق العادة لإصلاحه وترميمه (لاسيما) في قطاع غزة، حيث تحتاج الحركة للكثير من العمل سواء لإعادة الثقة بين الحركة وكوادرها أو بين الحركة وجماهيرها، التي تأثرت بشكل سلبي وكبير بعد الإجراءات الغير مبررة التي تم اتخاذها منذ آذار/مارس 2017 والمستمرة حتى الآن بالنسبة للموظفين والقطاعات الأخرى".
وأضاف "كما أن علاقات حركة فتح مع شركائها في منظمة التحرير ليست على ما يرام ويشوبها الكثير من التوتر وعدم الثقة".
ودعا قيادة الحركة العمل على "إعادة تقييم شامل لكل هذه الأمور وحل كل الإشكاليات التي نتجت عن هذه الإجراءات وإلغائها حتى تعود الثقة للحركة وقيادتها من قبل كوادرها وجماهير الشعب الفلسطيني".
وقال الآغا: "أحذر وأقول سيحاول البعض من كتبة التقارير أو بعض الجهات الأخرى أن تخدعكم بأن الوضع جيد وعلى ما يرام ورفع الشعارات هنا وهناك بأننا مستعدون وجاهزون. لا تلتفتوا لمثل هذه المحاولات المضللة".
وأضاف: "(فتح) قوية وخيار الشعب الفلسطيني إذا صدقت مع نفسها ومع شعبها الفلسطيني".
وأعرب القيادي في الحركة عن أمله، أن "يصل صوته وأصوات الكثيرين غيري من المخلصين إلى حيث يجب أن يصل وأن يعود الشعب الفلسطيني بعد هذه العملية الديمقراطية قويا شامخا يتحدى كل الصعاب ويحقق النصر على أعدائه ويحقق أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة".
ووصف الشان الداخلي الفلسطيني بـ "الصعب"، وربما يكون الأسوأ منذ وقت طويل، وفق قوله.
واعتبر أن الوضع السياسي العام وإمكانية التوصل لأي حلول تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني وهي دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، أصبحت شبه معدومة، إن لم تكن مستحيلة أمام ما تقوم به "إسرائيل" من مصادرة أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس وبدعم لا محدود وبلا حدود من الإدارة الأمريكية والموقف الدولي يقف عاجزاً أمام أية إجراءات لتصحيح هذا الوضع.
ويعتبر الآغا من القيادات التاريخية والبارزة لحركة "فتح" حيث ظل لسنوات طويلة يتمتع بعضويتها المركزية وكذلك عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائدا للحركة في القطاع وأول وزير للإسكان في السلطة الفلسطينية .
وكانت لجنة الانتخابات المركزية برئاسة حنّا ناصر، عقدت الأربعاء الماضي في قطاع غزة، اجتماعا ضم الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة "حماس"، لمناقشة مواقفها من الدعوة للانتخابات العامة التي أطلقها رئيس السلطة محمود عباس من منبر الأمم المتحدة يوم الخميس 26 أيلول/سبتمبر الماضي.
وانتهى الاجتماع بإعلان الفصائل عن موافقتها على إجراء الانتخابات الشاملة "التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني"، مع عدم معارضتها لعدم تزامن الجولات الانتخابية.
ولفتت لجنة الانتخابات، إلى أنه جرى التوافق على عقد لقاء لممثلي جميع الفصائل لبحث الأمور المتعلقة بتوفير الأجواء المواتية لإجراء الانتخابات لتمكين كافة الفصائل والمواطنين من المشاركة فيها.
وأوضحت اللجنة أنها ستقوم باستكمال المشاورات اللازمة مع كافة الأطراف المعنية لتذليل أي عقبة إجرائية متعلقة بتنفيذ الانتخابات.
وجرت آخر انتخابات برلمانية فلسطينية، في عام 2006 وفازت فيها حركة "حماس"، بأغلبية المقاعد.
قدس برس