قال خبير عسكري إسرائيلي إن "المخاوف من نصب طهران لصواريخ دقيقة لدى الحوثيين في اليمن، ما هو إلا قمة جبل الجليد للجهود الإيرانية الحثيثة المحيطة بإسرائيل".
وأوضح يوآف ليمور في مقاله بصحيفة "إسرائيل هيوم"، أن "هذا الأمر يزيد من حدة المخاطر المحدقة بها، ويشرعن صدور جملة من التحذيرات المتزامنة من القيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة حول التهديدات الوشيكة التي تواجه إسرائيل من إيران والعراق واليمن".
وأضاف يوآف ليمو في مقاله له، أن "هذا التوتر المتصاعد قد يخدم طرفين أساسيين: الأول بنيامين نتنياهو، لأنه قد يسرع بإقامة حكومة وحدة وطنية، والثاني هو أفيف كوخافي قائد هيئة الأركان للإسراع بإقرار موازنة الجيش، والخطة السنوية لوزارة الحرب، مع العلم أن جملة التطورات الأمنية والعسكرية في الآونة الأخيرة لا تصب في صالح إسرائيل".
وأوضح أن "أساس هذه التطورات المقلقة يكمن في السياسة الأمريكية في المنطقة، خاصة غياب الرد الأمريكي المتوقع على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على منشآت النفط السعودية، والانسحاب من المناطق التي يتواجد فيها الأكراد شمال غرب سوريا، تمهيدا للعملية العسكرية التركية هناك، وكل ذلك منح غطاء للجهات الراديكالية في المنطقة، وأضعف الجهات المعتدلة".
وأكد أنه "نتيجة لهذه السياسات الأمريكية، فقد اتخذت إيران جملة من الإجراءات والمواقف، جزء منها فقط عرف طريقه إلى العلانية، وبقي الجزء الأكبر في طور السرية والتكتم، ما يجعل من وضع إيران للصواريخ الدقيقة داخل الأراضي اليمنية على بعد خمس دقائق عن إسرائيل تشكل تهديدا لأعدائها، وعلى رأسهم إسرائيل، ويفرض عليها تحديات جديدة سواء في المدى الجغرافي أو القتالي العملياتي".
وكشف ليمور النقاب، وهو وثيق الصلة بكبار قادة الجيش والمخابرات الإسرائيليين، أن "المعلومات الإسرائيلية تتحدث عن أن إيران أدخلت على ساحة المعركة مؤخرا جملة من الوسائل القتالية الجديدة، ما يتطلب من إسرائيل الاستعداد لاستخدامها، خاصة إن تحدثنا عن الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة من دون طيار، التي تستطيع التحليق على مسافات بعيدة".
وأوضح أن "اليمن ليس ساحة جديدة للإيرانيين، لكنها حتى الآن لم تكن جبهة تشغل إسرائيل، فإيران تستغل الأراضي اليمينة لتشغيل حلفائها الحوثيين من أجل اختبار مقدراتها العسكرية ووسائلها القتالية وتكتيكاتها العملياتية، خاصة في عمليات الحوثيين ضد السعودية والإمارات".
وأكد أن "الاستنتاج الإسرائيلي من السلوك الإيراني مفاده أنها نجحت في كسر الحصار البحري المفروض على اليمن، وإيصال وسال قتالية متطورة للحوثيين، والعمل على إنشاء معامل ومصانع لإنتاج الصواريخ المحلية لتقليل الاعتماد على إحضارها من الخارج".
وأضاف أن "اختيار الأهداف المرشحة للضرب من قبل الحوثيين ينبغي أن يشغل إسرائيل، ليس فقط بالنسبة لاستهداف السكان، وإنما في اختيار البنى التحتية والقواعد العسكرية والمنشآت القومية، بما في ذلك إمكانية اغتيال شخصيات قيادية، واستهداف منظومات الدفاع الجوي لإحباط مفعولها القتالي، ما يتطلب من إسرائيل متابعة كل ما يحدث في الخليج من تطورات ميدانية متلاحقة".
وحذر الكاتب من أن "ما يحصل اليوم في اليمن قد ينتقل إلى إسرائيل، خاصة الوسائل القتالية التي قد يتم تفعيلها من جبهات أخرى معادية، ما سيجعل إسرائيل هدفا إيرانيا مستقبليا، سواء من اليمن أو حلفائها وأذرعها المنتشرين في المنطقة، وسيضع على إسرائيل جملة صعوبات إذا قررت الرد على أي استهداف لها من اليمن، فاليمن بلد بعيد مثل العراق، ولا توجد في مدى الرادار الاستخباري والأمني والعسكري الإسرائيلي".
وختم بالقول إن "المخاطر القادمة من اليمن تتطلب من إسرائيل توسيع رقعة عملها الاستخباري، والاستعداد لأي هجوم منها، وتكثيف التنسيق الأمني والعسكري مع الدول العربية والأجنبية، خاصة دول الخليج، بحيث أن الرد الإسرائيلي على أي هجوم قادم من اليمن لن يكون صاروخا مقابل صاروخ، وطائرة أمام طائرة، وإنما إرسال رسالة طهران مفادها أن أي استهداف لإسرائيل يعني تلقي رد غير مسبوق داخل إيران".
عربي21