أكَّد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني القيادي البارز في حركة (حماس) الدكتور عزيز الدويك أنَّ العمل الوطني دون تحقيق المصالحة الوطنية أمر مستحيل، لافتاً إلى أنَّ الفلسطينيين قادرون على ابتكار الوسائل المختلفة في الدفاع عن قضيتهم العادلة وأسراهم في السجون الإسرائيلية.
وأوضح د. الدويك في مقابلة صحفية مع "السبيل" الأردنية نُشرت الأحد (7/4) أنه لا بد من التحرّك العاجل من قبل الأمة لإنقاذ حياة الأسرى، مشيراً إلى أنَّ الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ نحو 270 يوماً، الذي ينتظر تحرك عربي وإسلامي لإنقاذ حياته.
أما عن المعتقلين السياسيين المعذبين في سجون السلطة بالضفة المحتلة، أشار الدويك إلى أنَّ ذوي المعتقلين في سجن أريحا طالبوا من خلال مناشدات واستغاثات بزيارة ذويهم المعذبين للاطمئنان على أوضاعهم الصحية، لافتاً إلى أنه تم التقدم بطلب من الرئيس "أبو مازن" للإيعاز للجهات المسؤولة بهذه الزيارة؛ ولكن لا مجيب.
واليكم نص الحوار:
· من خلال ما نشاهد على الأرض في الضفة الغربية من مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، هل نستطيع القول إننا على أعتاب انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
- من المؤكد يقيناً أنَّ الشعب الفلسطيني عبر تاريخه، وعبر مراحل نضاله المختلفة ابتكر وسائله في الدفاع عن أسراه، والدفاع عن قضيته العادلة، والشعب الفلسطيني علّم العالم كلمة "انتفاضة"، فدخلت جميع القواميس، وشعبنا الفلسطيني من خلال دفاعه عن أسرانا والدفاع عن قضيتهم، بالنزول إلى الشوارع ومواجهة قوات الاحتلال يكون بذلك قد سبق قيادته بتضحياته ومقاومته.
· كيف تنظرون إلى وضع المعتقلين السياسيين في سجون "السلطة"، خاصة أننا نسمع عن ممارسات لا إنسانية تتم هناك؟
- نحن بالفعل وصلتنا استغاثات ومناشدات من ذوي الأسرى المعذبين في سجون أريحا تطالبنا زيارة أبنائهم والاطمئنان على أوضاعهم الصحية، واستجابة لهذه المناشدات تقدمنا بكتاب للرئيس "أبو مازن" للإيعاز للجهات المسؤولة بهذه الزيارة؛ ولكن لا مجيب، وحقيقة أنا كرئيس للمجلس التشريعي الفلسطيني استنكر الاعتقال على خلفية فصائلية، ومن حق أي فصيل فلسطيني ممارسة عمله السياسي عبر مؤسساته السياسية والإعلامية والاجتماعية المختلفة، وهذه حقوق كفلتها القوانين الفلسطينية بما فيها القانون الأساسي.
· من خلال إعادة انتخاب خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي لحماس، هل نحن أمام أفق جديد لإنجاز المصالحة الفلسطينية؟
- لا شك أنَّ هناك أفقاً جديدةت تحتاج إلى أن تجلس الأطراف الفلسطينية المختلفة مع بعضها البعض، للتوصل إلى الاتفاق المطلوب، وفي تقديري دون تحقيق هذا الاتفاق سيبقى العمل الوطني الفلسطيني شبه مستحيل.
· استشهد الأسير ميسرة أبو حمدية، والجميع فيما يبدو بانتظار خبر استشهاد العيساوي، برأيك ما المطلوب فلسطينياً للحيلولة دون ذلك؟
- الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية، استشهد ونحن نطالب الأمة بضرورة التحرّك لإنقاذ حياته، فلم تنجده للأسف، والآن سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 270 يوماً، هو الآخر ينتظر تحرّك عربي وإسلامي لإنقاذ حياته، ونحن لغاية هذه اللحظة لم نجد ذلك التحرّك المطلوب لإنقاذ حياة الأسير العيساوي، والأصل أن تكون قضية الأسرى الفلسطينيين، والأسرى المضربين عن الطعام بشكلٍ خاص، وقضية سامر العيساوي على رأس أولويات العمل الفلسطيني العربي والإسلامي، ولكل أحرار العالم.
أقول هذا، ونحن نشهد في هذه اللحظات تدهوراً خطيراً في صحة الأسير سامر العيساوي، نتيجة معاناته من أمراض خطيرة قد تودي بحياته في أية لحظة.
· نشهد حالياً هجمة منظمة وناجحة من قبل "الهكرز" الالكتروني ضد آلاف المواقع الصهيونية على شبكة الانترنت، كيف تنظرون إلى مثل هكذا خطوات؟
- أنظر إليها على أنها تأتي في سياق رد الفعل الطبيعي ضد جرائم الاحتلال، هؤلاء مثقفو الأمة وعلماءها بالتأكيد لن يسكتوا على ظلم الاحتلال، وكما قيل: "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوَّة، ومعاكس له في الاتجاه، وبالتالي نثمّن محاولات اختراق الأجهزة الالكترونية من قبل أبناء هذه الأمَّة.