قائمة الموقع

مئات الأسرى .. شهداء مع وقف التنفيذ !

2010-09-25T13:09:00+02:00

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

تفوح في الأفق رائحة موت قادم من زنازين منسية ورطبة معزولة عن العالم الخارجي المنهمك في شئونه الخاصة  .الرياح القادمة من الشرق وحدها تحمل تلك الرائحة الحزينة إضافة إلى موجات الراديو التي تحمل جزءاً من مناشدات تصل الأسرى وأخرى يهتفون بها خلسة عبر هواتف نقّالة مهربة .

يعيش آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حالة من الموت البطيء بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد والتعذيب والاستهداف المباشر.

وبلغ عدد أسرى الحركة الأسيرة داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية أكثر من 199 شهيد سقطوا في ظروف مختلفة منذ عام 1967 بينما بدا من الواضح إتباع الاحتلال أسلوب التصفية الجسدية والإعدام لكثير من الأسرى في السنوات الأخيرة.

وكان الأسرى في سجون الاحتلال أعلنوا اليوم السبت إضرابا شاملا عن الطعام احتجاجا على سياسة التنكيل وظروف معيشتهم الصعبة .

بانتظار الموت

وتعج المعتقلات الإسرائيلية بمئات الأسرى من أصحاب العلل والأمراض المزمنة بينما تمارس مصلحة السجون عليهم مؤخرا ضغطا غير مسبوق لابتزاز المقاومة فيما يخص صفقة الأسرى .

وأكد الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة أن قرابة 200 شهيد قضوا بسبب التعذيب الشديد وإهمال علاجهم والقتل العمد بينما أعدم 7 أسرى بالقتل المباشر عبر استخدام القوة داخل السجون بعد السيطرة عليهم .

وأضاف: "إهمالهم طبيا يعني حرمانهم من العلاج ومنع الأدوية عنهم وتركهم يعانون حتى يستفحل المرض ثم مماطلتهم في خروجهم للمستشفى".

وقال "للرسالة نت" إن التعذيب المميت يتم عادة داخل الزنازين وقد أدى لاستشهاد العشرات مشيرا إلى أن الإعدام خارج القانون يتم عبر تصفيتهم بعد السيطرة عليهم بإطلاق الرصاص من نقطة الصفر بحجة محاولة الهرب .

وأوضح أن عملية الإعدام تصاعدت بشكل كبير منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وهي عملية أتت ضمن قرار سياسي لاغتيال المقاومة حيث أصبح من الأسهل تصفية الأسير بدل تحمل عبئه وهو معتقل.

أما مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى إسماعيل تربان فقال إن 70 شهيد سقطوا تحت التعذيب و52 نتيجة الإهمال الطبي و7 بالإعدام داخل السجون و70 خلال الاعتقال.

وأشار إلى أن مصلحة السجون وعبر عشرات القضايا التي فتحتها المؤسسات الحقوقية والإنسانية حين لجأت للقضاء تتذرع بمحاولة الأسرى الهرب أو مهاجمتهم للجنود ما دفعها لقتلهم وإطلاق النار عليهم ! .

وطالب المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتخاذ موقف جدي تجاه معاناة الأسرى المتزايدة يوما بعد يوم.

وأوضح أن الأسرى يعيشون الآن حالة من الترابط ووحدة في القرار والمعاناة خاصة عبر إضرابهم الأخير والمتوقع أن يتصاعد بسبب استمرار ظروفهم المأساوية .

إضراب الأسرى

وأكد الباحث فروانة أن الأسرى يريدوا تحريك ملفهم أمام الجهات المسئولة والمفاوضين لإثارة الانتباه إلى معاناتهم .

وأضاف:"حالتهم مأساوية ويعانون من الضرب والاعتداء بالغاز وامتهان الكرامة والتفتيش العاري ويريدون وضع حد لمعاناتهم ومخاطبة العالم الخارجي المنهمك بعيدا عنهم".

وأكد تربان للرسالة نت أن الإضراب هدفه الاحتجاج على سياسة التنكيل والقمع بحقهم خاصة مسألة تنقلات الأسرى و التفتيش العاري والتعذيب اليومي.

وأوضح أن حربا نفسية يطلقها الاحتلال على الأسرى عبر تعمّد نقلهم بين السجون ليكون الأسير في حالة غير مستقرة.

إعدام الأسرى

ولفت الباحث في شئون الأسرى فروانة إلى أن عام 2007 كان الأبرز من حيث سقوط الشهداء المرضى فاستشهد فيه 13 أسيرا بينما تراجع عدد الشهداء تحت التعذيب لإتباع الاحتلال أساليب قتل أخرى .

وأضاف: "تصاعدت عمليات الاغتيال المباشر تحت غطاء وقرار سياسي شرّع اغتيال الأسرى في السنوات الأخيرة وقد ترك الكثيرون ينزفون حتى الموت بعد اقتحام منازلهم والسيطرة عليهم وآخرهم كان الشهيد شلباية" .

ورأى تربان أن سياسة إعدام الأسرى بعد السيطرة عليهم فضحت إسرائيل أمام العالم.وأضاف:" يحاولون الآن قتل أكثر من 1600 أسير مريض بإهمالهم طبيا وقد دخلوا السجون وهم بصحة جيدة ويمنعوا الآن عنهم العلاج ما أدى لتردى حالتهم الصحية" .

أسير شهيد

ومن أبرز الأمثلة على الأسرى الشهداء في السجون ما وقع للشهيد شادي السعايدة من مخيم المغازي والمحكوم بالسجن المؤبد 8 مرات .

وأكد أبو فادي السعايدة والد الشهيد للرسالة نت أن أحد الأسرى الذين شهدوا استشهاد ابنه بعث له برسالة شرح فيها حالة شادي قبيل استشهاده .

وقال أن ذلك الأسير شاهد ابنه داخل زنزانة وحالته الصحية سيئة للغاية والعرق يتصبب من كافة جسده ويتقيأ باستمرار ما دفع الأسير للاستغاثة ولكن دون جدوى حتى استشهد شادي .

وكانت والدة شادي زارته قبل استشهاده بأسابيع يوم 21-3-2007 حيث كان بصحة جيدة ولا يعاني سوى من آلام مجهولة في رأسه .

وأضاف: "تعرض ابني لضغوط نفسية واحتجزوه في زنزانة بارده ثم تعرض لتيار هواء ساخن قبل أن يعدم بدم بارد وبشكل نجهله حتى الآن" .

وأكد السعايدة أن ابنه لم يكن يعاني من قبل من أي مرض وأنه دخل في طور مرضي مفاجئ لم يتعد 3 شهور أودى بحياته بشكل مريب .

واتهم مصلحة السجون بفبركة تمثيلية عبر نقله إلى مستشفى أبو كبير مشيرا أن لديه معلومات تؤكد استشهاده داخل زنزانته بالقتل العمد وبعيدا عن الأنظار .

اخبار ذات صلة