مؤخرًا هدد الأسرى المرضى إدارة السجون (الإسرائيلية) بتنفيذ خطوات تصعيد في ظل الإهمال الطبي.
وجاء صوت والد الأسير ثائر حلاحلة من مدينة خليل الرحمن ليروي لـ"الرسالة نت" معاناة ابنه المريض.
وكان ثائر قد حقن بفيروس الكبد الوبائي في سجن عسقلان أثناء التحقيق معه عن طريق طبيب الأسنان، ولكنه لم يتلق العلاج اللازم، كما يعامل بطريقة غير إنسانية، فقد منحه الطبيب المتدرب 30 نوعا من المسكنات.
ثائر ومعه رفاقه الأسرى هددوا بالتصعيد في حال لم يقدم إليهم العلاج المطلوب أو نقلهم إلى المستشفى عند الفحص بطريقة لائقة بدلا من عربة البوسطة التي تشكل خطرا على حياتهم وتكلفهم وقتا طويلا في الوصول.
أمعاء اصطناعية
ويقول والد الأسير ثائر بلهجته الخليلية: "يعيش ابني برفقة ثمانية آخرين من الأسرى المرضى داخل غرفة واحدة.. كل واحد منهم يحتاج شخصا يعينه على مرضه.. غالبيتهم يعانون السرطان أو أمراضا في المعدة والرئة"، متابعا: "يتلقون المسكنات التي رفضوها مؤخرا بل هددوا بالإضراب المفتوح".
وذكر أن ابنه الأسير أضرب الأسبوع الماضي ثلاثة أيام عن الطعام، "وينوي العودة مجددًا في حال لم يتلق العلاج اللازم، فهو يعاني كثيرًا من الأمراض ولاسيما في المعدة، ولديه حصوات إلى جانب الفيروس الذي انتقل إليه".
قبل أسابيع قليلة، حضر والده المحكمة وشاهد ابنه وهو في وضع يرثى له، فقد كان جسده هزيلًا ومتعبا. وخلال زياراته المتكررة تحدث عن أنه كان يرى كثيرين من الأسرى المرضى مثل معتصم رداد المريض بالسرطان وهو بحاجة عملية عاجلة لتبديلها بأخرى اصطناعية، ولكن إدارة السجون ترفض ذلك، ما جعل ذويه يتهيؤون لسماع خبر استشهاده، بالإضافة إلى الأسير نعيم الشوامرة الذي يعاني ضمورا في العضلات.
وأكد أن ابنهم والأسرى الذين يراهم "شهداء مع وقف التنفيذ"، فهم يعيشون على المسكنات التي لا تجدي نفعا وتؤثر على صحتهم سلبيا.
علامات الشحوب
راغب أبو دياك رئيس اللجنة الشعبية لنصرة الأسرى صرح من ناحيته بأن الوضع أصبح خطيرا للغاية في ظل عزم الأسرى خاصة المرضى تنفيذ عدد من الخطوات النضالية في وجه سياسة الإهمال الطبي.
وأكد أبو دياك أن ما يزيد عن ثلث الأسرى مصابون بأمراض مجملها "1400"حالة مرضية من ضمنها "150" حالة مصابة بمرض مزمن و"25" مصابة بالسرطان، لافتًا إلى أن عدد شهداء الحركة الأسيرة "208"، "وكان آخرهم الشهيد الترابي الذي قضى نتيجة للإهمال الطبي مطلع الشهر الجاري".
"الرسالة نت" تواصلت مع المحامي فارس أبو حسن من مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان الذي وصف وضع الأسرى بحكم زياراته المتكررة لهم في المحكمة بالسيئ، "كما إن حالتهم الصحي تتفاقم مع مرور الأيام نتيجة الإهمال الطبي وأعداد المصابين الكبيرة".
ولفت أبو حسن إلى أن وضع الأسرى المرضى النفسي من جراء المعاملة القاسية وقلة الاهتمام ينعكس على صحتهم، "ما يجعلها تزداد سوءا"، مشيرا إلى أن الأسرى يحاولون أمام ذويهم التظاهر بحسن صحتهم "لكن علامات الشحوب والمرض تكون بادية على محياهم".
وأكد أن الأسرى المرضى يعانون خلال نقلهم إلى المراكز الطبية والمستشفيات لتشخيص وضعهم مشكلات منها المماطلة التي يتعرضون لها، "بالإضافة إلى معاناتهم عند نقلهم بعربة البوسطة التي يستغرقون فيها عدة أيام ما يجعلهم يتنازلون عن حقهم في العلاج لسوء عملية النقل".
أما عن أبرز المشكلات الصحية التي يعاني منها الأسرى وفق متابعته، فأوضح أن كثيرين يعانون الالتهابات الرئوية الحادة والأمراض الجلدية لأنهم لا يتعرضون لأشعة الشمس بصورة كافية، "فضلا على السرطان والقولون والمسالك البولية وآلام الظهر".
وفيما يتعلق بالتصعيد الذي سيتخذه الأسرى المرضى في الخطوة المقبلة، يقول أبو حسن: "لا يوجد لديهم خيار سواء الإضراب المفتوح للفت نظر الشعب الفلسطيني والعالم نحو التضامن معهم"، داعيا إلى تكثيف الحملات التضامنية لدعم موقف الأسرى المرضى، ومتوقعا في الوقت نفسه ضعف استجابة الاحتلال لمطالب المعتقلين.