كشف بسام أبو شريف المستشار السياسي للرئيس الراحل ياسر عرفات، عن تفاصيل مخطط أعده رئيس وزراء الاحتلال السابق ارائيل شارون، بمشاركة شخصيات فلسطينية أبرزها محمود عباس، للتخلص من ياسر عرفات.
وقال أبو شريف في حديث خاص بـ"الرسالة نت": "وصلتني معلومات مؤكدة من طرف إسرائيلي، بوجود قرار بتصفية عرفات مستخدما مصطلح "الثعلب العجوز"، فابلغت الرئيس خطيا وشفهيا به، وقد عممها الرئيس على كافة القيادات ولدي نسخة من هذه الوثيقة".
وأضاف: "جاءت هذه المعلومات عقب اجتماع سري حضره شخصين فلسطينيين منهما محمود عباس مع موفاز وشارون، قد أكدّ الأخير رغبته بقتل عرفات، فيما طلب عباس منه التريث ريثما يجري سحب صلاحياته المالية والأمنية".
وأشار أبو شريف إلى أن شارون رفض وقال إن "بقاء عرفات مجردا من كل شيء لن يغير شيئا بل سيظل هو الحاكم".
تفاصيل المخطط
في هذه الاثناء، يكشف أبو شريف، وصول رسالة اليه من صديق أمريكي، عبر البريد الالكتروني بها كلمة واحدة وهي " Valium" في إشارة إلى وجود قرار بتصفية عرفات عبر مادة سامة.
يتابع: "حينئذ وجهت رسالة عاجلة للراحل عرفات واخبرته بذلك"، لافتا " أخبرني الصديق الأمريكي عن زيارة قام بها شارون لبوش ليعلن أنه في حل من وعده بعدم المساس بعرفات".
ويشير أبو شريف إلى أن شارون عرض على بوش مجموعة من الصور تحديدا صورة عملية "بيت حيفا".
ويلفت إلى أن بوش طلب من شارون الانتظار لحين التشاور مع حلفائه بالشرق الأوسط، وارجأ الإجابة لليوم الثاني، حيث أخبره أن سيلقي خطابا في الـ24 من حزيران في ذلك العام، يدعو خلاله الفلسطينيون اختيار زعيم آخر يؤمن بالسلام".
وتبعا لأبو شريف: "لو سمع بوش رفضا عربيا ما تحدث بذلك"، فعدّ شارون هذا بمنزلة ضوء أخضر وبدأ بالتحضير لتصفية عرفات".
لكن السؤال كيف قتل عرفات، يجيب أبو شريف: "تقديري أن السم قد دس لعرفات عبر معجون الأسنان من عنصر سام مشتق من مادة الفاليوم، بشيء يتعلق باللثة، فعرفات دس له السم من فمه".
ويسأل أبو شريف: "كيف وصل معجون الأسنان لعرفات؟، ثم ماذا جرى لطبيب الأسنان الخاص به؟ ولماذا لم تحقق السلطة بقتله؟"
وردا على سؤال إن كان عباس متورط في عملية القتل أجاب: "أعلن عباس قبل عامين أنه أمسك بمن دس السم؟ فأين هو ومن هو؟".
ويتابع أبو شريف: "منذ اغتيال عرفات أغلق عباس مكتبي وقطع مخصصاتي وسحب حراسي، فعل كل ذلك بشكل انتقامي، لأني قلت لعرفات أنهم يريدون اغتياله، وكشفت له عن اجتماعاته السرية التي تجري وراء ظهره".
سلطة لا تمثلنا
ويتساءل أبو شريف: "لمتى سيصمت شعبنا تجاه هؤلاء الخونة؟ يكفي بعبعة وتضليل إنهم يخونون الشعب إنهم يدعون مواجهة صفقة القرن وهم من تورطوا في الخيانة والعمالة".
وأكمل يقول: "إن مستقبل شعبنا لا يجوز أن يبقى لمن راهنوا عشرات السنوات على واشنطن وتل أبيب، بل وتعاونوا وتساوقوا معهما على حساب شعبنا وقضيتنا".
وقال أبو شريف "إن الذين أوصلوا قضيتنا إلى هذا الحضيض هؤلاء الذين غرقوا في الفساد والافساد، من ساروا في مشروعهم الانهزامي، وساوموا زوجات الشهداء على اعراضهم، واغتنوا ببيع الأراضي والاتجار في الضفة".
وحث الشعب الفلسطيني، "على ضرورة الثورة "فلا يجوز أن يسمح شعبنا لهؤلاء بتضليلهم، فمن يرفض صفقة ترامب عليه أن يقاومه في ظل العربدة اليومية التي يمارسها المستوطنون".
وتابع أبو شريف : "إن سلطة لا تحمي شعبها وأرضها لا يمكن أن تكون ممثلة لهم".
وخاطب الفصائل بالقول: "لا يجب أن يكون قرار محمود عباس هو الذي يجمع الصف الفلسطيني".
وأكمل يقول "كل العالم يصطف الى جوار شعبنا الا السلطة".
وختم أبو شريف موجها حديثه لقائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بالقول: "القوة في غزة هي قوة فلسطين، لكن هذا لا يعفينا الا أن تعطي اهتمام للضفة".