القدس - الرسالة نت
لا تزال قضية الاستيطان عالقة بين المساعي الأميركية والتعنّت الإسرائيلي والتهديد الفلسطيني. واشنطن تسعى إلى حل، فيما تشير تل أبيب إلى حل وسط لا يوقف البناء. أما السلطة فعادت إلى التهديد بالانسحاب
فقد أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، استعداد إسرائيل للتوصل إلى «حل وسط في قضية استمرار تجميد البناء في المستوطنات، شرط ألا يكون هذا التجميد شاملاً». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المسؤول قوله إن نتنياهو «يبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى حل وسط كهذا حتى انتهاء مفعول قرار التجميد» غداً.
وفي السياق، أوعز نتنياهو إلى موفده إلى محادثات السلام، يتسحاق مولخو، البقاء في الولايات المتحدة في مسعى لإيجاد حل لقضية تجميد البناء. كما أجرى اتصالات مع زعماء ومسؤولين، بينهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن «إسرائيل تتعرض لضغوط أميركية شديدة للموافقة على تمديد تجميد الاستيطان».وقال نتنياهو، خلال جلسة تشاورية عقدها ليل أول من أمس، «إذا أراد الفلسطينيون التوصل إلى السلام، فعليهم ألا ينسحبوا من المفاوضات»، مشيراً إلى أنهم «تفاوضوا مع الحكومات السابقة في إسرائيل رغم استمرار أعمال البناء، وأضاعوا الفرصة للبدء بالمفاوضات مع إعلان فترة التجميد قبل عشرة أشهر».
وأمل نتنياهو التوصل إلى اتفاق حول إطار معاهدة السلام في غضون عام، إذا قرر الفلسطينيون المضي قدماً في المفاوضات.
إلا أن نتنياهو عاد ونسف الحديث عن حل وسط، وأعلن إصراره على استئناف البناء في المستوطنات، وطالب زعماء غربيين بإقناع محمود عباس بعدم الانسحاب من المفاوضات. وقال إن قرار حكومته تجميد الاستيطان «كان بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين الذين وافقوا على الشروع بمفاوضات مباشرة فقط قبل شهر من نهاية مدة التجميد».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، أن الولايات المتحدة «تعرض أفكاراً» على الإسرائيليين والفلسطينيين على أمل دفع عملية السلام.
وقال «ثمة مواقف غير منسجمة من الجانبين»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «مشاركة بالكامل» في الجهود المبذولة لإنقاذ مفاوضات السلام، لكن «هم الذين سيتخذون القرارات في نهاية المطاف». وتابع «إننا نقدم اقتراحات، وقد فعلنا ذلك بكثافة هذا الأسبوع».
ومع نهاية مدة تجميد الاستيطان غداً، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المستوطنين «ينوون تجديد البناء في الضفة الغربية الاثنين فوراً». وقالت إن التقديرات تشير إلى أن «هناك تراخيص لبناء 2000–2200 وحدة سكنية»، مضيفة أن «مقاولي البناء سيباشرون الاثنين».وبحسب المستوطنين، فإنه قبل أن يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية ماذا سيفعل، ستكون مئات الوحدات السكنية المرتبطة بكل شبكات البنى التحتية قد بُنيت.