كشف فهمي شبانة عضو أول لجنة تحقيق شكلها جهاز المخابرات التابع للسلطة بمقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات، عن معلومات تنشر للمرة الأولى، حول شخصيات متورطة باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، على رأسهم محمود عباس.
ويروي شبانة في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" عن هذه المعلومات للمرة الأولى، مشيرا إلى أنه بعد اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات مباشرة، شكل جهاز المخابرات لجنة من أربعة أشخاص كان واحدا منهم.
يشير إلى أن النائب العام في وقته ويدعى حسين أبو عاصي، رفض فتح تحقيقا حول كيفية الاغتيال، ما حدا بجهاز المخابرات أن يؤخذ على عاتقه تشكيل اللجنة.
تبعا لشبانة، بعدها بفترة قصيرة وصل محمود عباس إلى سدة الحكم، وجرى اغتيال موسى عرفات، الذي بدا كطرف خيط يتضح من خلاله تفاصيل المتورطين باغتيال عرفات.
ويضيف: "تحقيقاتنا كمخابرات أوصلتنا لمعلومات واضحة، حول طلب شخص ما من محمود عباس اغتيال موسى، وبعد فترة من التردد حسم عباس أمره بالموافقة "سوي الي بدك إياه".
وأصدر عباس قراراته لكافة الأجهزة بكل تناقضاتها بعدم التدخل في فض اشتباك قريب من منزله وكان متواجدا آنذاك في مقره بغزة، رغم أن الاشتباك استمر لأكثر من نصف ساعة استخدمت خلاله أسلحة ثقيلة، تبعا لشبانة.
وقبل فترة وجيزة من اغتيال موسى، كان عباس قد أحاله للتقاعد، بعدما رفض تعيينه قائدا لقوى الأمن الداخلي خلفا لعبد الرازق المجايدة، وقتل في سبتمبر من عام 2005 بعد هجوم قرابة 150 مسلحا على منزله.
ويفسر شبانة مقتل موسى، "إي عصابة تقتل شخص تخاف من ابنه أو قريبه ليثأر فقتلوه".
يعود شبانة لتفاصيل التحقيق باغتيال الراحل ياسر عرفات، فيكشف أنه خلال عام من التحقيق حاولت اللجنة الرباعية المشكلة من جهاز المخابرات، الوصول لطبيب خاص لياسر عرفات، فتفاجأت أنه قد سافر لدولة عربية ما، وأنه بحوزته تصريح إسرائيلي لإيلات، رغم أن إسرائيل لا تعطي تصريحات مفتوحة لكل المناطق لأي شخص.
يشير إلى أن هذا الطبيب وهو من مدينة نابلس، سافر إلى تلك الدولة العربية الخليجية في ذلك الوقت.
يكشف شبانة، بعد ذلك جرى تعيين أحمد المغني نائبًا عامًا، "وتبعا لمصادرنا الموثوقة فإن محمود عباس منعه من فتح لجنة تحقيق باغتيال عرفات".
وبقي ملف أبو عمار مغلقًا على صعيد التحقيقات المرتبطة بالنيابة، ثم سعى محمود عباس لحل اللجنة الرباعية عبر إبعاد شبانة وتعيينه كقائم بأعمال محافظ القدس ثم مديرا لمخابرات الخليل، ثم جرى اعتقاله في القدس على يد الاحتلال بتواطءٍ من السلطة، تبعا لقوله.
ويؤكد شبانة أن طبيب الأسنان الخاص بياسر عرفات وهو "سعيد الطريفي" لم يكن على طاولة المشتبهين في لجنة التحقيق، "ما يجعل طريقة اختفائه واغتياله لغزًا قائما لهذه اللحظة".
ويعتقد شبانة أن عملية الاغتيال جرت عبر الفم لعرفات، عبر مادة سمية تظهر عليه علامات النقص الحاد في المناعة.
من تورط بمقتل عرفات، يجيب شبانة" قناعتي التي لن تتغير أن محمود عباس على رأس المتورطين في اغتياله، لا أبدل ولا أغير، إضافة لشخصية أخرى".
ويشير إلى وجود شبهات بتورط الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة بسحب الأدوية التي كان يتعامل معها عرفات، لإخفاء أي معالم في حال جرى فحصها.
وتحيي حركة فتح ذكرى اغتيال الراحل عرفات، دون الكشف عن نتائج التحقيقات بشأن مقتله، مع العلم أن رئيس السلطة محمود عباس قال قبل عامين أنه يعرف قاتله.
يختم شبانة حديثه بالقول: "أي رئيس يقول أنا اعرف القاتل لكنكم لن تصدقوني؟ هذا كلام ولاد مش كلام رئيس!"