قائمة الموقع

ابراهيم الضابوس.. شهيد زُف مرتين

2019-11-13T19:10:00+02:00
الشهيد ابراهيم الضابوس
غزة – مها شهوان

اعتادت "شام" وأشقائها التوأم "محمد ونور" بعمر الأربع سنوات الاستيقاظ باكرا وتقليد فرح خالهم "إبراهيم وعروسه مروة" الذي زف قبل شهرين فيبدؤون بتقليد مشيتهم في الزفة وحتى نهاية الحفل، فهم متعلقين كثيرا بخالهم الذي ارتقى شهيدا أمس الثلاثاء حين قصفته طائرات الاحتلال الحربية وهو بعمر السادسة والعشرين.

هذه المرة لن يستوعب عقل شام واشقائها رحيل خالهم، ولن يفهموا معنى استشهاده حتى ولو شرح لهم والدهم الصحفي "يوسف فارس" فهم صغار لا يعرفون سوى اللعب.

بمجرد الاعلان عن اسم "إبراهيم" شهيدا حتى تداول نشطاء التواصل الاجتماعي دعوة زفافه، الى عروسه قبل شهرين وسط أصدقاءه ومحبيه، واليوم بقي ينتظر في ثلاجة الموتى برائحته الطاهرة حتى حضر والده من رحلته العلاجية في مصر.

قبل أسبوعين غادر والده "إبراهيم" قطاع غزة للعلاج، لكنه بقي طيلة الوقت يسأل عن ابنه الشهيد، وبمجرد أن أعلن استشهاد القيادي "بهاء أبو العطا وزوجه" راح الاب يتصل على عائلته ليسأل عن ابنه وكان جوابهم "إنه بخير"، لكنه لم يرتح قلبه فأخبره بعودته فهو بحسب وصفه "قلبه مش مرتاح ع ابنه".

ما هي الا ساعات قليلة وخلال تشييع جثمان أبو العطا، جاء اتصال إلى "يوسف فارس" زوج شقيقة "ابراهيم" فحواه أن "إبراهيم" مصاب، حتى خرج مسرعا إلى مستشفى الشفاء وهناك بقي ينتظر حتى وصل به المسعفين وهو مبتور الأطراف وفاقدا لإحدى عينيه، ولكن بعد خمس ساعات قضاها في غرفة العمليات خرج الأطباء ليعلنوا نبأ استشهاده.

كالصاعقة وقع الخبر على عائلة "الضابوس" رغم أنهم كانوا يتوقعون استشهاده لاسيما وان الاحتلال قصف بيته مرتين سنة 2014 ونجا من مكرهم.

والد "إبراهيم" الذي صمم على عدم دفن ابنه قبل أن يلقي نظرة الوداع عليه، حاول بكل السبل الوصول إلى قطاع غزة رغم أن طريق السفر صعبة، لكنه آثر على مرضه وقاوم حتى وصل ليدفن ابنه الشهيد.

يقول "يوسف فارس" لـ "الرسالة" منذ أن رأيت "إبراهيم" لاول مرة قبل ست سنوات أدركت أنه شهيد، فصفاته وأفعاله ونظراته تدل أنه كذلك لدرجة أني أخبرت زوجتي بما يجول بخاطري، وقلت لها "تعودي تسمعي خبر استشهاده".

وتابع:" كان الشهيد شخصا محبوبا من الجميع بسبب بساطته، يشبه صفات الشهداء ولا يخشى الشهادة".

وبحسب فارس، فإن الشهيد كان دوما يطرب لصوت التصعيد ويعتبر اليوم الذي لا يوجد فيه مقاومة مع الاحتلال الاسرائيلي "ناقص" من مسيرة المقاومة.

ورأي "فارس" الشهيد "إبراهيم" بعد اسبوع من زواجه بملابس الرباط، وحينما سأله "كيف تترك عروستك" فسرعان ما أجابه " ترك الرباط أسبوعا كاملا كثير!!"، ومضى في طريقه.

وكان الشهيد "إبراهيم" معلق كثيرا بالاطفال لدرجة أنه يحفظ أيام ميلادهم ويجلب لهم الهدايا، فقبل استشهاده بأسبوع اتصل على ابنة شقيقته ومدللته "شام" وسألها ماذا تريدي هدية؟، حتى اخبرته "جيتار" فأحضره لها، لكن شقيقته قالت له "بدري لسه ضايل اسبوعين لعيد الميلاد" ليجيبها " هلقيت احسن ما بضمن الظروف".

لاتزال عائلة "ابراهيم" في صدمة فوالدته وعروسه تستقبلان مباركة الزفاف، لكن اليوم تبدل فستان "مروة" بالمطرز باللون الاسود لاستقبال المعزيين، عدا عن شقيقته التي كانت تتجهز لفرحها بعد اسبوع وتخطط لملامح الفقرة التي ستستقبل فيها اشقائها الثلاثة، لكن في الشهور المقبلة سيكون الوضع صعبا فالشهيد غائبا.



 

اخبار ذات صلة