وضع ما يٌسمى بجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي خطة اغتيال القيادي العسكري في حركة الجهاد الإسلامين بهاء أبو العطا، منذ سنتين، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس.
وصادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، وقائد شعبة العمليات في الجيش، هرتسي هليفي، وكذلك قيادة الشاباك على الخطة، إلا أنه كانت هناك "خلافات كثيرة" بين الجيش والشاباك حول توقيت الاغتيال. ففي حين قال قادة الجيش إنه ينبغي إعطاء الأولوية للوضع المتوتر في الشمال، مقابل إيران وسورية ولبنان، اعتبر رئيس الشاباك، ناداف أرغمان، أنه يجب اغتيال أبو العطا عندما تكون الإمكانية متاحة.
وأضاف التقرير أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أيدوا موقف الجيش. "وحتى بعد الاغتيال، قالوا في جهاز الأمن إن أبو العطا لم يكن أكثر خطرا في الفترة الأخيرة، ولذلك فإن توقيت الاغتيال كان يمكن أن يكون لينا أكثر".
وكان موقف الجيش أنه في حال اندلاع جولة قتالية في غزة في أعقاب الاغتيال، لن يكون بإمكان إسرائيل أن تقدر مسبقا أضرار المعركة ومدتها. وقال ضباط كبار في الجيش إنه بما أن بإمكان أبو العطا تهديد إسرائيل من خلال إطلاق قذائف صاروخية ونيران قناصة أو بإطلاق طائرات مسيرة صغيرة فقط، وبإمكان منظومة الدفاع الجوي مواجهتها، فإنه "من الأفضل دفع هذا الثمن من أجل عدم المس بالجهوزية لحرب محتملة في الشمال".
وناقش قادة جهاز الأمن الإسرائيلي مرة أخرى، في نهاية العام 2018، خطة اغتيال أبو العطا. وبالأمس، قال وزير الأمن الإسرائيلي في حينه، أفيغدور ليبرمان، إن نتنياهو عارض الاغتيال خلال هذه المداولات. وحسب التقرير فإن ليبرمان "لم يتوخى الدقة: المعارضة (من جانب نتنياهو) جاءت بعد أن أوضحت الجهات الأمنية حينذاك أنه يتوقع أن تجري قريبا عملية وُصفت بالهامة. ورغم التحفظ، تعززت مكانة أبو العطا في القطاع في الأشهر الأخيرة، وفي إسرائيل – التي ساهمت في ذلك بقدر معين – بحثوا مجددا الحاجة إلى لجم قوته".
وكرر التقرير أقوال ضباط إسرائيليين بأن "الجهاد فقدت السيطرة على أبو العطا مؤخرا"، وأن ذروة نشاطه كان بإطلاق صواريخ باتجاه وسط إسرائيل، فيما كان يعقد لقاء بين الوسيط المصري وقادة حماس والجهاد في غزة وتمحور حول التهدئة، وأن "حماس أدركت أن أبو العطا تحول إلى عامل معيق وليس بالإمكان السيطرة عليه"، وأن المنظومة الاستخبارية للجيش والشاباك تعاملت مع أبو العطا كأنه "رئيس عصابة"، وليس كقائد عسكري كبير.
ووفقا للتقرير، فإنه خلافا لادعاءات تكررت بعد الاغتيال، "أبو العطا لم يكن مقربا من إيران أبدا". وتقول جهات في إسرائيل، تابعته في السنوات الأخيرة، إنه "لم يكن على علاقة مباشرة مع طهران أو أنه تلقى منها تعليمات للعمل ضد إسرائيل. وفي حماس ومصر وإسرائيل أدركوا في الأشهر الأخيرة أن أبو العطا عمل بشكل رأى أنه يمكن أن يفيد إيران، من دون الحصول على تعليمات واضحة منها. وقد اعتقد أن أي محاولة للمس بالتهدئة وإطلاق النار باتجاه إسرائيل سيعتبر بنظر الإيرانيين كعمل يدفع مصالحهم، وبذلك حاول أن يتم استيعابه كشخصية مساعدة لهم في القطاع ويلعب في ملعب الكبار".
وزار أبو العطا القاهرة في إطار وفد من الجهاد الإسلامي، منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، للمشاركة في محادثات مع المخابرات المصرية حول تهدئة في غزة. وقال التقرير إن أبو العطا رفض هذا التوجه، وأدرك أنه عرضة للاغتيال "وبدأ يتصرف كمطلوب بصورة وضعت مصاعب أمام اغتياله. وفي الأشهر الأخيرة تواجد في شمال القطاع، حيث قوته كبيرة هناك، وتم توفير أماكن كثير للاختباء فيها. وحرص على تغيير أماكن تواجده في أحيان متقاربة وتواجد بالقرب من مدنيين ومبان سكنية مكتظة".
وبعد تولي رئيس أوركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مطلع العام الحالي، تم طرح إمكانية اغتيال أبو العطا عدة مرات وطُرحت عدة إمكانيات لتنفيذ الاغتيال. وقال نتنياهو، أول من أمس، أن الكابينيت قرر تنفيذ الاغتيال قبل عشرة أيام.
عرب48