قائمة الموقع

قراءة في المواجهة الأخيرة.. انتصار المقاومة وتثبيت الردع!

2019-11-19T18:03:00+02:00
قراءة في المواجهة الأخيرة.. انتصار المقاومة وتثبيت الردع!
الرسالة نت - محمود هنية

حسن عبده: قرار استراتيجي من أعلى مستوى بالجهاد على ضرورة تعزيز العلاقة مع حماس

عدنان أبو عامر: الجولة أظهرت قدرة فلسطينية عالية على شلل أركان الاحتلال برغم ضعف ممتلكاتها العسكرية

رامي أبو زبيدة: العمل المشترك ينتج عنه أثار ردعية أكبر والسرايا ظهرت كقوة عسكرية مهمة

أكدّ مختصون في الشأن السياسي والإسرائيلي والعسكري، قدرة المقاومة الفلسطينية على إلحاق الهزيمة السياسية بالاحتلال في الجولة الأخيرة من المواجهة، وقدرتها على إفشال أهدافه السياسية من خلفها.

جاء ذلك في البرنامج الدوري الذي تعقده مؤسسة الرسالة للاعلام (في قاعة التحرير) تحت عنوان  قراءة في العدوان الأخير على غزة، استضافت خلالها حسن عبده المختص في الشأن السياسي، ود.عدنان أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي، ورامي أبو زبيدة المتابع للشأن العسكري.

بدوره، أكدّ حسن عبده، أنّ الرد جاء على القرار الإسرائيلي استهداف القيادة العسكرية للجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن القائد الشهيد بهاء أبو العطا من أركان القيادة العسكرية للحركة، والمسؤول عن المنطقة الشمالية والعمليات المناطة فيها.

وأرجع عبده في مداخلته، عزوف حركة حماس عن المشاركة الفعلية للمواجهة في إطار تقدير الموقف أن المشاركة قد توسع رقعة المواجهة وصولا للدخول في حرب مفتوحة.

وذكر أن الجهاد فضل تخفيض حجم الرد والرغبة بانتهاء الجولة بقدر معقول من الزمن، في إطار إدراكه للظروف السياسية المحيطة بالوضع الفلسطيني وتأزم الوضع الإنساني في القطاع، إضافة إلى رغبة الحركة في إطار تفويت الفرصة على الاحتلال تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ولفت عبده إلى أن قرار استهداف أبو العطا اتخذ بعد استهدافه لسديروت في مايو الماضي، وقد أوقف الاحتلال تنفيذ العملية بعد منعه من المستشار القضائي، اعتقادًا أن الأمر سيقود لمواجهة مفتوحة.

وأوضح أنه بعد الانتهاء من جولة إعادة  الانتخابات الإسرائيلية وفي ضوء الأزمة السياسية الراهنة لدى الكيان، فضل نتنياهو الذهاب لجولة تصعيد مع غزة، فيما فضلّ غانتس المواجهة لإغراق نتنياهو في وحل القطاع.

وأكدّ المحلل السياسي أن الهدف الرئيسي الذي ركزت عليه سرايا القدس هي تعطيل الحياة اليومية في جبهة الكيان، وتحريضها على رئيس وزراء الاحتلال بحيث لا يستطيع تحقيق أي مكسب سياسي.

وذكر أن من بين الأهداف منع الاحتلال تحقيق أهدافه السياسية وليس فقط الرد العسكري على الجريمة.

وأوضح عبده أن التكتيك الذي وضعته الحركة كان قائما على دفع الاحتلال لقبول اشتراطات المقاومة الثلاثة وهي "وقف الاغتيالات ووقف اطلاق النار على المتظاهرين السلميين، والعودة لمربع الاتفاق ما بعد 2014".

ونبه إلى أن رفع سقف الشروط سيدخل القطاع في مواجهة مفتوحة لا تصب في مصلحة الجهاد أو حماس، مبينّا أن الجهاد لديه تقدير موقف قائم على تجنب الدخول في حرب مفتوحة إلا إذا فرضت عليه وكان مضطرا ومجبرا للولوج إليها.

وأرجع موقف الجهاد للأسباب السياسية المرتبطة بالموقف الإقليمي وتأزم الموقف الإنساني بالقطاع.

ونبه إلى أن الاستهداف لم يشكل أدنى أثر على غياب القائد أبو العطا، مشددّا في ذات الوقت إلى وجود قرار استراتيجي لدى قيادة الجهاد على أعلى مستوى حول استراتيجية العلاقة مع حماس وضرورة تجاوز أي خلاف.

 قراءة عسكرية

عسكريا، أكدّ المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أنّ العدو جهز مسرح عمليات خاصة قبيل تنفيذه لعملية الاغتيال، من قبيل انتشاره عبر الحدود وداخل العمق ، ما أفقد المقاومة عنصر المباغتة والحصول على أهداف مباشرة.

مع ذلك يؤكد أبو زبيدة أنّ رد سرايا القدس جاء فوريا وسريعا باستهداف العمق في تل أبيب، ما أدّى لانتاج الخوف والأذى داخل المجتمع الإسرائيلي وادامة اطلاق الصواريخ، التي برزت أهميتها كوسيلة دفاعية.

وأشار إلى أن اطلاق اكثر من 500 صاروخ على عمق الكيان كسرت هيبته وأجبرت قرابة 3 ملايين من سكانه النزول في الملاجئ.

وأوضح أن المواجهة أظهرت سرايا القدس كقوة عسكرية مهمة ورقم صعب وقادرة على تضييع هيبة العدو.

وفي ضوء ذلك، شددّ على أهمية الغرفة المشتركة كضرورة وإنجاز وطني مهم، "اتضح خلاله أن العمل المشترك ينتج عنه أثار ردعية أكبر والشاهد عليه حد السيف، وقد نتج عنه استهداف لأهداف نوعية لدى الاحتلال وتوزيع اطلاق الصواريخ ما أشعرنا بجهد نوعي".

وحثّ أبو زبيدة على ضرورة ضبط القواعد وإدارة رقابة عسكرية مشددة في بعض الأحيان، "إذ يحتم على المقاومة منع الحديث والخوض في القضايا التي تضرها".

ودعا إلى ضرورة إخضاع فصائل المقاومة جولة العدوان الأخيرة إلى تقييم مفصل، وتتخذ العبر، وتتدارك أي خلل في العمل؟ خاصة كيفية الحفاظ على العناصر المقاومة في الميدان وكيفية تأمينهم كي لا يكونوا هدفا سهلا للاحتلال. 

 قراءة للشأن الاسرائيلي

إسرائيليا، أكدّ د. عدنان أبو عامر، أن إسرائيل نادرا ما تلجأ لتنفيذ عملية عسكرية دون تحقيق أهداف سياسية، مشيرا إلى مجموعة من الشواهد لدى مسؤولين صهاينة نفذوا عمليات قبيل موعد الانتخابات.

وقال أبو عامر إنّ مناحيم بيغن قصف مفاعل نووي عراقي عام 81  قبل موعد الانتخابات وأدت لصعود الليكود، فيما أخطأ بيرز تقديراته حين نفذ مجزرة قانا في 96 وواجه مقاومة

شرسة من حزب الله تزامنا مع اغتيال يحيى عياش وتنفيذ عمليات الثأر المقدس، فكانت خسارته مدوية.

واستشهد بتصريحات لمسؤولين صهاينة أمثال أمير أرون، الذي قال إن ترجمان وكوفاخي صادقا على اغتيال أبو العطا بعد تصعيد سديروت، لكنه رفض نتنياهو التنفيذ في ذلك الوقت.

وذكر أبو عامر أن نتنياهو حاول الظهور أنه سيد الأمن، بيد أنه دخل في جولة عطلت الحياة لـ50 ساعة في الكيان، "ما ترك سؤالا عميقا لدى المسؤولين الصهاينة كيف ستكون شكل الدولة لو انضمت إليها حماس وحزب الله"؟.

وأوضح أبو عامر أن الجولة أظهرت قدرة فلسطينية عالية على شلل أركان الاحتلال برغم ضعف ممتلكاتها العسكرية.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00