الرسالة نت-كمال عليان
"العيب اللي في الوجه ما يتغطي ولا يندس" مقولة قديمة استحدثت في هذا العصر لتعبر عن حال حركة فتح، التي باتت عيوبها تغطي وجهها من كثرتها، ولعل آخرها ما كشفه عضو مجلسها الثوري جمال نزال من اتصالات متجددة بين رجال دين مسلمين وأكاديميين فلسطينيين من كليات الشريعة في فلسطين حول البناء على أفكار لإقامة أول حزب إسلامي وسطي لوراثة حركة حماس في الضفة الغربية.
"خالف تعرف"
القيادي في حركة حماس مشير المصري أكد أن حركة فتح ما زالت تعيش وهم ضعف حماس في الضفة المحتلة ، مبينا أن ذلك حلم من أحلام جمال نزال "صاحب التاريخ الأسود في أوروبا"، حسب قوله.
وقال المصري لـ"الرسالة نت" :" حركة فتح لم تتعلم من أخطائها ولا تؤمن بالآخر سواء كان وسطيا أم لا وهي تسعى دائما لإلغائه"، موضحا أن حماس في الضفة أكثر صلابة وقوة وانتشارا وجماهيرية.
وقلل القيادي في حماس من إمكانية إنشاء حركة فتح تيارا اسلاميا آخر، معتبرا أن هذا الحديث من حركة فتح هو محاولة لإقناع نفسها أن تعاونها مع الاحتلال قد قضى على حماس.
وأضاف المصري :" نزال يعمل بنظرية "خالف تعرف" حتى يصنع لنفسه هامشا في الإعلام ويبحث لنفسه موقعا لبعض النكات السياسية المضحكة".
ويذكر أن جمال نزال أكد في بيان صحفي، أن النقاش في إقامة فصيل إسلامي وسطي بدأ في عام 2008 عندما استقبلت مؤسسة كونراد آدناور الألمانية وفدا من شخصيات فلسطينية من الحقل الديني والأكاديمي وأعربت لهم خلالها شخصيات أوروبية عن استعدادها الكامل لدعم حزب إسلامي فلسطيني وسطي.
بعيدا عن المقاومة
ومن جهته اعتبر الدكتور عصام عدوان المختص في شئون الفصائل الفلسطينية أن هذا التفكير جاء نتيجة علم حركة فتح أن حالة الكبت الديني في الضفة سينقلب عليها ولن تطول.
وقال عدوان لـ"الرسالة نت" :" لا تستطيع سلطة فتح أن تتجاهل العاطفة الدينية عند الناس وحالة الكبت في الضفة المحتلة وهذه الحالة لا يمكن أن تبقى كثيرا وفي إطار السلطة يكون الأسلم لها هو عمل حزب اسلامي ضد حركة حماس الإسلامية وبالتالي تشبع حاجة الناس".
وأضاف :" ما يغيظ حركة فتح والسلطة بالضفة المحتلة هو أن حركة حماس متمسكة بخيار المقاومة والجهاد، ولو أن حماس تركت المقاومة لكانت أحب الحركات على السلطة و(إسرائيل) أيضا".
وأكد المختص في شئون الفصائل أن حركة حماس هي زعيمة التيار الديني الوسطي في العالم، معتبرا أن ما يقصده نزال بوصف "الوسطية" للحزب الجديد هو حركة بعيدة عن المقاومة والجهاد.
وحول السبب في إعلان نزل عن خطته وعدم بقائها في السر أوضح د.عدوان أنها عملية تهيئة وتدريج للإعلان عن هذا الحزب حتى يتقبل الناس ولا يتفاجؤون بهذه الفكرة.
وكان الاحتلال الصهيوني قد شن عدوانا همجيا على قطاع غزة للقضاء على حماس في نهاية عام 2008م (أي عشية التفكير في إنشاء هذا الفصيل)، الأمر الذي يؤكد أن فتح كانت تسعى للقضاء على حماس وإنشاء فصيل بديلا عنه.
مجرد أكاذيب
الكاتب والمحلل السياسي مؤمن بسيسو أعتبر ان هذه الفرقعات الإعلامية هي مجرد أكاذيب ناتجة عن خيالات مريضة تعشش في خيال وذهن جمال نزال الذي اشتهر باختلاق الكذب والفرقعات الاعلامية، لافتا إلى أنها تأتي في إطار حالة التشويه وجلب الأمنيات لحركة فتح.
وقال بسيسو لـ"الرسالة نت" :" حركة فتح تدرك تماما مدى شعبية حركة حماس بالضفة المحتلة وتحاول قدر المستطاع تغيير الرأي العام في الضفة والتأثير عليه".
وأضاف :" حتى لو تم إجراء اتصالات مع بعض المشايخ في الضفة أو غيرها فأعتقد أن هذه المحاولات ستواجه بالخيبة والفشل لأن إنشاء حزب اسلامي وسطي ليس كإنشاء أي حزب، فضلا عن أن حركة حماس لها عمقها وأصلها في الشعب الفلسطيني وهي حركة اسلامية وسطية.
واستبعد بسيسو إمكانية انشاء هكذا حزب بالضفة المحتلة، موضحا أن ذلك هو مجرد فرقعات إعلامية من إنشاء جمال نزال المشهور بالكذب والخيال الواسع.