تعمل وكالات الفضاء وعلمائها اليوم، بشكل متزايد على تمكين الإنسان من الذهاب في رحلات بعيدة المدى، كالوصول إلى المريخ مثلا، وذلك يشمل أيضا الحفاظ على صحفته النفسية خلال ذلك.
وقال موقع "آكسيوس" الإخباري الأميركي، إن ذلك يأتي نتيجة لأن الخبراء يعتقدون أن أحد العوائق الأساسية أمام أي رحلة بشرية مستقبلية للمريخ، يتمثل بالصحة النفسية لرواد الفضاء المشاركين فيها.
وأضاف الموقع، أنه في سبيل السفر إلى المريخ، والعيش عليه ومن ثم العودة إلى الأرض، سيضطر رواد الفضاء إلى التعامل مع فترات طويلة من العُزلة، والتواصل المتقطع مع سكان الأرض.
وتُظهر دراسة صغيرة شارك في تأليفها عالم النفس من جامعة بنسلفانيا، ديفيد دينجز، ونشرت الأسبوع الماضي في دورية "مجلة دواء نيو إنجلند"، أن ثمانية مستكشفين في القطب الجنوبي، تعرضوا لتغيرات في أدمغتهم، بعد عزلهم، بعد إنهاء مهتهم، التي استمرت 14 شهرا كانوا فيها معزولين عن بقية العالم. وتُرجح الدراسة أن تلك العزلة هي المُسبب الرئيسي لهذا التغير.
وفي محاولة لحل المشكلة، قامت شركتا "آي بي إم" و"إيرباص"، مؤخرا، بإطلاق مساعد آلي أُطلق عليه اسم "سيمون 2"، إلى محطة الفضاء الدولية، والذي طُوّر بشكل يحاكي طبقة صوت الإنسان.
وعن ذلك أوضح الموقع، أن الإنسان الآلي هذا يُمكنه أن يريح رواد الفضاء من التحدث مع زملائهم في حال شعروا بالضيق أو القلق.
التأثير الفسيولوجي
أشار "آكسيوس" أيضا إلى أن الباحثين يدرسونن أيضًا كيف يمكن أن يتغير الدماغ والجسم، من نواحي فسيولوجية، أثناء الرحلات الطويلة في الفضاء، مما يؤثر على إدراك الشخص.
ويبحث علماء اليوم، عن مدى التأثير الإشعاعي على رواد الفضاء على المستوى الإدراكي، حيث يعتبر البعض أنه أخطر ما سيواجهونه من الناحية الصحية.
ويؤكد الباحثون على أهمية وجود طاقم متنوع في محاولة لتجنب الآثار النفسية، من أجل تمكينهم من العمل معًا بشكل جيد، وأن يبقوا مهتمين ببعضهم البعض، بل ويستمتعون مع بعضهم البعض، في هذه المهمات التي قد تمتد لأشهر أو لأعوام.
ولفت الموقع إلى أن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، تعتزم إطلاق محطة فضائية صغيرة في الأعوام المُقبلة، إلى مدار قريب من كوكب الأرض لمحاكاة مهمة للمريخ.