قائمة الموقع

مقال: بالصوت العالي ..قرود و"نسانيس"

2010-09-30T08:54:00+02:00

وسام عفيفة

القرود و"النسانيس" الأكثر شعبية بين حيوانات الحديقة في مدنية أصداء .. ينجذب نحوها الكبار قبل الصغار , وغالبا ما يحاول المتفرجون عقد مقارنات بينها وبين الإنسان, القرود والنسانيس تحاول بذكاء استغلال هذه النظرة , وتقلد حركات الإنسان لتقنعه بالتقارب والشبه.

بالبحث حول اهتمام الناس بالقرود من الملاحظ أن الأمر لا يقتصر على الاستمتاع بمشاهدتها في الحديقة او التلفاز, بل إن الاهتمام قائم في الموروث الشعبي , و كان للقرد ومؤخرته نصيب وافر في الأمثال والتعابير الشعبية.. وهى وإن كانت تغرى بالضحك إلا أن المتأمل لها يجد فيها حكمة بالغة وخلاصة تجربة الأجيال السابقة ,ومنها على سبيل المثال ما ينطبق على بعض السياسيين في هذا الزمان, ممن يعتلون الفضائيات ويزاودون على المقاومة أمثال جمال نزال :

- "إذا كان القـرد يشـوف حَمَار مؤخرته ما كانش يهزها" .

" - زى القرد بيتباهي بحمار مؤخرته"

و ظهر القرد في كثير من التعابير والأمثال الشعبية ,  فهناك تعبير " زى القرد" ويقال عن الشخص الكثير الحركة والعبث ,  وتعبير " إحنا بنلعب قرود " ويقال لمن يرى أنه يكلف بعمل غير لائق به أو عن شخص يعمل معه عابث ومهذار .

أما الأمثال فمنها ما نشأ عن ملاحظة سلوك القرد بهلوان الطبيعة مثل " ابن القرد نطاط " وهو صورة أخرى من مثل "فرخ البط عوام" .

والأمثال الأخرى رغم ذكر القرد فيها فإن الإنسان هو المقصود بها , فعن المرأة قيل " بره وردة وجوه قردة " ويقال عن المرأة التي تتزين خارج بيتها وتهمل زينتها داخل البيت . و" عصبة وبردة على راس قردة " ويقال عن المرأة الدميمة التي لا تزينها الملابس ، و" قالوا للقردة اتبرقعي قالت دا وش واخد علي الفضيحة ", ويقال عن المرأة المتبرجة كثيرة السفور , و" القرد في عين أمه غزال " ويعني أن الأم ترى ابنها أجمل الأطفال. وعن الزواج قيل " يا واخد القرد على ماله يفنى المال ويفضل القرد على حاله " , والمثل يدعو إلى عدم جعل المال الأساس في اختيار الزوج . و" بقي للقرد زناق وبقي له مره يحلف عليها بالطلاق, " ويقال للرجل الذى يكثر من الحلف بالطلاق, و" قرد موافق ولا غزال شارد " ويقال في تفضيل الزوج الموافق ولو كان دميماً . وهناك مثل آخر يتصل بالأسرة والميراث وهو " اللي تخلفه الجدود تفنيه القرود " ويشبه المثل الأبناء المسرفين بالقرود لأنهم يخربون ما يصل إليهم .

وقالت الأمثال عن المغرور يدفعه غروره إلي الباطل " تطلع القرد في المراية حسب نفسه غزال " ، وعن الجبان الرعديد " اللي يخاف من القرد يركبه " وعن عدم نصح من لن تجدي معه النصيحة " إن جاك القرد راقص طبل له " ، وعن الجبان الخائف " زى القرود يخاف من خياله " وقد اعتقد العوام أن القرد يخاف من صورته في المرآة , وعن الشخص الذي يشغل نفسه بأكثر من عمل " قرد وحارس وبياع مكانس ".

لكن مثل واحد فقط أنصف القرد وهو " صباح القرود ولا صباح الأجرود " والأجرود هو من لا تنبت له لحية ولا شاربان ، ويتشاءم الناس إذا رأوا الأجرود أول شيء في الصباح ، ويفضلون عليه رؤية القرد  .. هذا كان زمان مع الاحترام للجميع.

 

اخبار ذات صلة