قائمة الموقع

مقال: إن لم تكن معي فأنت عدوي

2010-09-30T08:59:00+02:00

مصطفى الصواف    

هكذا هي حركة فتح دائما في تعاملها مع القوى الفلسطينية والتي بنيت على قاعدة إن لم تكن معي فأنت عدوي، هذه القاعدة لم تتعامل معها فقط مع القوى الفلسطينية غير المنضوية تحت منظمة التحرير ، بل هي اليوم تتعامل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شريكها السياسي على مدى عشرات السنوات ورفيقها في منظمة التحرير على نفس القاعدة التي تتعامل بها مع الجميع.

باتت اليوم الجبهة الشعبية بعد قرارها تجميد مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نتيجة تفرد محمود عباس بالقرار الفلسطيني ضاربا عرض الحائط بالإجماع الفلسطيني حتى على مستوى منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية الرافض للمفاوضات المباشرة في ظل استمرار الاستيطان، واعتبرت الجبهة أن اللجنة التنفيذية والمنظمة باتت مخطوفة من قبل حركة فتح ومحمود عباس، هذا الموقف من الجبهة المتأخر كثيرا جوبه من قبل فتح وإعلامها بهجوم واسع النطاق، وأخذت مواقع فتح تصب جام غضبها على الجبهة الشعبية وعلى قيادتها وتحديدا خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة والتي أعلنت موقف الجبهة عبر مؤتمر صحفي، وباتت هي المتهمة من قبل إعلام فتح بأنها تقف خلف القرار وهي من يقود الجبهة حتى أطلق البعض منهم على الجبهة عبارة( جبهة جرار).

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل باتت الجبهة اليوم من وجهة نظر فتح أنها انقلابية، انقلبت على الشرعية الفلسطينية التي يمثلها عباس وحركة فتح، واتهمت الجبهة من قبل فتح بأنها تنحاز إلى مواقف حركة حماس وأن فكرها بات فكرا انقلابيا، ووصفت بعض قياداتها بأنهم حمساويون أكثر من أهل حماس.

حركة فتح في هجومها على الجبهة الشعبية فقدت الاتزان وباتت تتصرف بشكل أهوج وغير منضبط ، وهذا دليل تخبط وضعف في المواقف السياسية، لان موقف الشعبية عرى موقف فتح وكشف عن ضعفها وهشاشة موقفا المسنود من بعض الفصائل كالجبهة الشعبية وبقية الفصائل الفلسطينية التي قبلت أن تستمر في اللجنة التنفيذية بعد تفريغها من مضمونها، وهيمنة حركة فتح على المنظمة وعلى القرار الفلسطيني دون أي اعتبار لشركائها في اللجنة التنفيذية وهذا ما كشفه الاجتماع الأخير والخاص بموضوع المشاركة في المفاوضات المباشرة والذي عقد وانفض دون نصاب قانون ودون تصويت ورغم ذلك ذهب عباس إلى المفاوضات دون قرار أو مرجعية فلسطينية حتى من منظمة التحرير.

أنا لست مدافعا عن موقف الشعبية والذي اعتبره موقفا تكتيكا نتيجة الحرج الشديد الذي وقعت فيه الجبهة ومطالبة الكثير من القوى الفلسطينية منها والجمهور الفلسطيني وحتى عناصرها بضرورة تحديد موقف واضح وصريح من هذا التهميش وهذه السيطرة من قبل حركة فتح حتى باتت فصائل المنظمة دون فتح عبارة عن ( خيال حقل) هدفها تخويف العصافير لا التصدي لها.

موقف الشعبية من اللجنة التنفيذية جاء متأخرا، ورغم ذلك كان ضروريا وفي الوقت الحرج، ليعلن للشعب الفلسطيني أن القرار الفلسطيني بات مخطوفا من قبل حركة فتح، وفي نفس الوقت موقف فتح بات مرهونا بالموقف العربي المفرط والمتنازل، وضرب الموقف الفلسطيني بعرض الحائط ، ودليل ذلك هروب محمود عباس من تحمل المسئولية وإلقاء الكرة في الملعب العربي في قرار وقف المفاوضات المباشرة بعد القرار الإسرائيلي باستئناف الاستيطان، ولحس عباس كل تهديداته بالانسحاب من المفاوضات لو عادت "إسرائيل" للاستيطان، وهو ينتظر الآن الضوء الأخضر من لجنة المتابعة العربية.

اخبار ذات صلة
«بيبي».. لمَ أنت صامت
2010-10-26T07:12:00+02:00