بقلم: أ. وائل عبد الرزاق المناعمة
ينظر الشعب الفلسطيني هذه الأيام نظرة تفاؤل وأمل إلى الوفود والشخصيات الرسمية والاعتبارية التي تعمل على تحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة الفلسطينية للبدء في حوار وطني جديد وجاد يعمل على إنهاء حقيقي للانقسام والخروج بوفاق يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تطبيب ما أصاب الشعب الفلسطيني من جراح وألم، وهنا لا بد من التأكيد أن الوفاق والحوار الوطني لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا إذا انطلق الجميع من أجندة فلسطينية خالصة تلبي نداء الضمير الفلسطيني بعيداً عن أجندات وإملاءات غريبة عنا، أو استحقاقات نتيجة اتفاقات بالية لم ينفذ منها العدو الصهيوني إلا ما يتعلق بالشق الأمني كخارطة الطريق التي حاولت الإدارة الأمريكية السابقة والحالية وعلى لسان ممثليها دغدغة مشاعر العرب بإعطاء وعود معسولة تجعل قادة العرب وساستهم يلهثون وراءها ويسوقونها لشعوبهم ثم سرعان ما يكتشفون أنهم جروا وراء سراب يتلاشى مع انتهاء ولاية الإدارة الأمريكية, لكن تبقى الإدارات المتعاقبة تتفق على تنفيذ سياسة واحدة تتماشى مع مطامع اليهود على أرض فلسطين، ويظل العدو الصهيوني يماطل بحجة عدم الإيفاء بالمرحلة الأولى من الخارطة الصهيوأمريكية من قبل الفلسطينيين، وهو يعلم جيدا أنه لن ينتقل إلى المرحلة الثانية كعادته في أي اتفاق، تماما مثلما حدث فيما يسمى باتفاق المعابر عام 2005، الذي وقعه الجانب الفلسطيني والصهيوني برعاية أمريكية جعل الوصاية الصهيونية على معبر رفح بعد هروب الاحتلال منه، بحجة فتح ممر آخر بين القطاع والضفة الغربية من خلال تسيير حافلات لنقل الفلسطينيين بين جناحي الوطن بعد أسبوعين من البدء بتنفيذ الاتفاق، وقبل استحقاق الشق الآخر من الاتفاقية، تنصل العدو الصهيوني آنذاك على لسان موفاز وزير الحرب في حينه، وحتى اليوم جميع الأنظمة التي تسير في الفلك الأمريكي تطالب بالعودة لاتفاقية المعابر ليتم فتح معبر رفح البري بشكل رسمي، وكأن الاتفاقات تعنى الطرف الفلسطيني وحده، ولا أحد يتحدث عن عدم تنفيذ الجانب الصهيوني ما عليه من التزامات.
أحببت أن أسرد ذلك على سبيل المثال ونحن مقبلون على حوار وطني، للتأكيد أن هذا الحوار لا يمكن أن يكتب له النجاح إذا ما تمسكنا باتفاقات سابقة واهمة لم ولن يلتزم العدو منها بشئ لذا علينا الانطلاق كفصائل ممثلة للشعب الفلسطيني من مصلحتنا الوطنية العليا التي تعمل على توحيد الجهود من أجل مجابهة ما يحاك ضدنا كشعب وكقضية، ومن أجل بناء ما دمره الاحتلال خلال حربه البربرية على قطاع غزة التي خلفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى والإعاقات، عدا عن تدمير أكثر من خمسين ألف منزل كل هذا يستطيع الشعب الفلسطيني العظيم تجاوزه بوحدته وتمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية التي نادى بها على مدار أكثر من ستين عاماً متواصلة.