قال اللواء محمود صلاح مدير عام الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم السبت، إن وهم الاحتلال (الإسرائيلي) بإسقاط غزة تبدد بعد أن باغتت أجهزته الأمنية بالقصف برا وجوا وبحرا فخرجت القوة الشرطية من تحت الركام أقوى لتواصل المسيرة وتحمل أمانة الوطن.
نص الكلمة
كلمة مدير عام الشرطة في ذكرى حرب الفرقان
▪ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( وَلَا تَحْسَبِنَّ الَّذِينَ قَتَلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمَوَاتًا بَلْ أَحْيَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْزُقُونَ) صَدَّقَ اللهُ الْعَظِيمِ
إِنَّهَا ذِكْرَى الرجَّالِ...جُنُودُ فِلَسْطِينِ الْأَوْفِيَاءِ.. ذِكْرَى مَنْ سَطَّرُوا بدمَائِهم صَوْلَاتِ عِزٍّ وَإبَاءٍ.. ذِكْرَى مَنِ اِنْتَفَضَتْ دمَاؤهم فِي وَجْهِ مُحْتَلِّ جَبَانِ...مُحْتَلٌّ لِطَالَمَا حَاوَلَ كَسِرَ إِرَادَةِ شَعْبِنَا وَإِرْبَاكِ الْحَالَةِ الْأَمْنِيَّةِ وَإدْخَالِ الْقِطَاعِ فِي دَوَامَةِ الْعُنْفِ مِنْ خِلَالِ نَشْرِ الْفَوْضَى وَالْفَلَّتَانِ ،وَهَدْمُ مَنْظُومَةُ الْأَمْنِ والوعي لَدَى أَبْنَاءِ شَعْبِنَا، فَكَانَ اِسْتِهْدَافُ أَبِنَاءَ الشَّرْطَةِ وَالْأَجْهِزَةِ الْأَمْنِيَّةِ الَّذِينَ شَكَّلُوا الدَّرْعَ الحامي لِشَعَّبَنَا فِي غزة.
ففي السابعِ والعشرين من شهر ديسمبر عام 2008 وفي الساعة الحاديةَ عشر والنصف صباحاً هاجمت طائراتُ الاحتلال بكافةِ أنواعها قطاعَ غزة , واستهدفت عشراتُ الأهداف الشرطِية والأمنية , ومواقع أخرى مدنية في كافة محافظات قطاع غزة . ليرتقي المئاتُ من أبناءِ الشرطةِ شهداءً ويصابُ المئات أيضاً في ضربة حاول من خلالها الاحتلال خلط الأوراق .. وارباك الجبهة الداخلية .. وتدمير مقدراتنا الأمنية.
إلا أننا اليومُ وفي الذكرى الحادية عشر لحرب الفرقان إذ نستذكرُ شهداءَ الشرطةِ لنؤكدَ على أننا سنبقى الأوفياءَ لدمائِهم والمحافظينَ على إرثِهم .. نحملُ رسالتَهم التي ارتقَوا من أجِلها في تعزيزَ السلمَ المجتمعي وتحقيقِ الأمنِ والأمانِ لأبناءِ شعبنا اليومُ نستذكرُ الشهيدَ الوزير سعيد صيام ربانَ سفينتِنا الأول الذي لازالت كلماتُه حاضرةً حتى اليوم وهو يوصينُا وإياكم قائلا.. إياكم والتنازل .. فلن يسجلَ التاريخُ علينا إننا بعنا حقوقَ شعبنا .. أو تهاونا في الحفاظُ عليها.
نستذكرُ أيضا الشهيدَ اللواءَ توفيق جبر قائدُ الشرطةِ وهو يؤكدُ أنه لابد من التمسك بالحقوقِ والعمل من أجل تحقيقها للوصول إلى مجتمعٍ يسوده الأمن والعدالة. وسلسلةً طويلةً من الشهداء الذين نحسبهم عند الله.
وفي هذه المناسبة .. وفي ذكرى معركة الفرقان .. فإننا في الشرطة نؤكد على ما يلي
أولا: نترحم على أرواح شهداءنا الأبرار وندعو الله أن يسكنهم فسيح جناته.
ثانيا: نؤكد أننا سنبقى الأوفياء لدماء الشهداء .. والسير في طريق إحقاق الحق وإنفاذ القانون بين أبناء شعبنا.
ثالثا: لقد فشل الاحتلال فشلاً ذريعاً في كسر إرادتنا أو تمرير مخططاته في ضرب الجبهة الداخلية وإدخال القطاع في فوضى أمنية من خلال تدمير مقراتنا.. واستهداف أبنائنا.. فبالرغم من حجم العدوان المدمر إلا أننا لم نغادر مواقعنا وحافظ أبناء الشرطة على تقديم الخدمة لأبناء شعبهم رغم ما تعرضوا له من عدوان.
رابعا: لقد تبدد وهم الاحتلال بإسقاط غزة بعد أن باغتت أجهزتها الأمنية بالقصف براً وجواً وبحراً فخرجت القوة الشرطية من تحت الركام أقوى لتواصل المسيرة وتحمل أمانة الوطن.
خامسا: ستبقى دماء أبناء الشرطة والأجهزة الأمنية نورا ومشعلا يضيء لنا طريق الحق .. ومنهجا نحو صوابية الموقف والهدف حتى نحقق الأمن والعدل بين الناس.
ختاما أشكركم جميعا على هذا الأداء والانضباط وأدعوكم أن تكونوا دائما على قدر عال من المسؤولية فإننا ننتظر منكم الكثير ونعلم أنكم أهلا للثقة. حفظ الله أبناء الشرطة الفلسطينية وشفى الله جرحانا وفك قيد أسرانا النصر لفلسطين كل فلسطين دولة و شعبا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.