قائمة الموقع

نساء الضفة يعانين ظلم الاحتلال وقهر السلطة

2019-12-30T11:13:00+02:00
الرسالة نت - الضفة المحتلة

هناك في الضفة المحتلة، حياة النساء مختلفة. فهن يصارعن الاحتلال وظلم السلطة على حد سواء، مجرد أن تقف إحداهن للدفاع عن ابنها المعتقل سواء في السجون )الإسرائيلية( أو لدى السلطة، تتعرض لممارسات عنيفة سواء بالاعتداء الجسدي أو اللفظي أو المعنوي.

لم تختلف أساليب القمع والظلم التي تنتهجها السلطة ضد النساء في الضفة عما ترتكبه (إسرائيل)، فمنذ بداية العام تعتقل السلطة "مؤمن نزال" – 18 عاما- وتحرم والدته "شريفة" زيارته منذ أغسطس الماضي بحجة أنها تنشر قصته عبر صفحتها الشخصية "فيسبوك"، فهي بحد تبريرها "أنشر قصة ابني لأظهر مقدار الظلم الذي وقع علينا".

وتتساءل الأم نزال: يريدون مني السكوت لأجل من؟ ولماذا؟ موضحة أن الصمت يعني استسلامها وعائلتها لواقع ظالم مفروض عليهم، وهم لم يعهدوا السكوت والاستسلام.

ووجهت رسالة لابنها الذي تعرض خلال التحقيق إلى الصعق بالكهرباء ست مرات، عدا عن التحرش: "مؤمن يا ولدي والله لو كان الثمن أن أفقد حياتي لأجل حريتك فلن أتوانى عن ذلك".

وذكرت الأم أن ابنها أرجع السترات الشتوية الأسبوع الماضي التي بعثتها له لتقيه برد الشتاء، لأنه سيفرج عنه، إلا أن قضيته معلقة.

وتحكي أن كل اتصال مع ابنها يكون أصعب من الذي يسبقه، فهي لا تعرف للنوم طعما لاسيما حينما يقول لها "متى بدكم تروحوني"، لترد عليه " يما الأمر مش بايدنا".

والدة مؤمن تطرق جميع الأبواب للإفراج عن ابنها المعتقل بحجة أنه يثير النعرات الطائفية، وتشكيل كتائب مسلحة، وتصنيع مواد متفجرة، أما التهمة الرابعة فهي مشاركته في تشكيل القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس حين كان عمره 4 سنوات!

وكحال الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، واجه التعذيب الجسدي والمعنوي بإضرابه عن الطعام لأربع مرات وكان أطولها 21 يوما.

تلك الحكاية كانت للسيدة "شريفة نزال" التي لاتزال تعاني حرمانها من ابنها المغيب في سجون السلطة، فتفاصيل يومياتها لا تختلف كثيرا عن السيدة رينا درباس – 36 عاما- والتي تعرضت للاعتداء بالضرب على رأسها ووجهها من جندي بعقب بندقيته، وهي تحاول تخليص ابنها البالغ من العمر أربعة عشر عاما حينما جاءوا لاعتقاله. 

بداية الاعتداء كانت حينما اقتاد عناصر الاحتلال الفتى إلى المركبة العسكرية، وفي هذه المرحلة، حاولت درباس حماية ابنها من الاعتقال، واقتربت للتحدث مع أحد عناصر الاحتلال، فقام برفع سلاحه وضربها بعقب البندقية على وجهها ورأسها، ما تسبب بفقدانها الوعي وتم نقلها إلى مشفى "هداسا عين كارم"، وهي مصابة بعدة كسور في جمجمتها وتحطم عظام أنفها.

حاولت الأم تقديم شكوى لدى وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة "ماحاش" في القدس، لكنها تعرضت للسخرية من المحققين الذين حاولوا إقناعها بأنها أصيبت نتيجة رشقها بحجر، حسبما كشف تقرير لصحيفة "هآرتس".

وكانت الحادثة وقعت قبل شهر ونصف، عندما عادت الأم إلى المنزل الواقع في بلدة العيساوية "القدس" ولاحظت أن قوات الاحتلال تعمل على اعتقال ابنها، وقتئذ تذرعت قوات الاحتلال بفحص بيانات الفتى ومقارنتها مع بيانات مشتبه به برشق الحجارة على المستوطنين وقوات الاحتلال، وعلى الرغم من عدم تطابق التفاصيل الشخصية للمشتبه به مع بيانات ولد السيدة المقدسية، إلا أن قوات الاحتلال اعتقلوه علما بأنه ليس الشخص المطلوب.

وبعد تعرض الأم "درباس" للضرب أجريت لها عملية جراحية أولية معقدة في رأسها، وذلك لزراعة البلاتين في جمجمتها، ورغم خطورة موقع الإصابة، إلا أنها ستضطر في المستقبل أيضًا إلى الخضوع لعمليات إضافية لعلاج الضرر، الذي يتسبب بألم مزمن في الرأس.

وبعد عدة أيام من الحادث، توجه زوج الضحية، كريم درباس، إلى وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة "ماحاش"، لتقديم شكوى، إلا أنهم اشترطوا حضور زوجته لتقديم الشكوى بنفسها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد تعافي درباس النسبي، قامت بالذهاب بنفسها إلى قسم التحقيق مع أفراد الشرطة لتقديم شكوى، وهناك، حسبما قالت، عوملت باستهتار من المحققين، وقالت إنهم حاولوا إقناعها بأنها أصيبت بحجر.

وأوضحت درباس في إفادة مكتوبة أوردها الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، أن "المحقق قاطعني ومنعني من شرح ما حدث، سأل عن الجندي وطلب مني أن أرسم السلاح، من أين لي أن أعرف وما الذي أفهمه في ذلك؟ حاول أن يزج الكلمات في فمي، بأنني أصبت بحجر، بل حاول إقناعي بأنني تلقيت ضربة من الجندي عن طريق الخطأ عندما رفع يده بالسلاح للتصدي لحجر تم رشقه عليّ. قلت له إنه لم يكن هناك راشقو حجارة".

وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، زعمت شرطة الاحتلال أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع نفسها، وقعت مواجهات في المكان نفسه وتم إلقاء 24 قنبلة حارقة ومفرقعات وحجارة، مما تسبب في إصابة مواطنة من سكان المنطقة وتم نقلها لتلقي العلاج الطبي.

وفيما يخص الابن، ذكرت الصحيفة أنه أطلق سراحه بعد أربعة أيام من الاحتجاز، ولم يتقرر بعد ما إذا كان سيتم توجيه الاتهام إليه.

اخبار ذات صلة