قبل 13 عاما كانت أزهار القرنفل والجوري وغيرها، مرصوصة على الطرقات حيث تباع الباقة الكبيرة منها بثمن لا يتعدى العشرة شواكل، فكان الجميع يتهافت على شرائها لتزيين البيوت واهدائها في المناسبات، فيما كان الفائض منها يصل أوروبا.
لكن بعد سنوات الحصار تقلصت مساحات زراعة الزهور، ولم تعد "نبتة الحب" متوفرة ليتحول قطاع غزة من مصدر للأزهار إلى مستورد.
ويعود سبب توقف إنتاج الزهور وتصديرها للخارج، إلى رفض (إسرائيل) السماح للتجار تصديرها، عدا عن أن عذوبة المياه لم تعد تكفي هذا النوع من الزراعة، بالإضافة إلى توقف الدعم الهولندي الذي كان الداعم للمزارعين الغزيين.
وبالتزامن مع احتفالات رأس السنة الجديدة، شرع مزارعو مدينة خانيونس بقطف ورود هذا الموسم، رغم أن التجار وصفوا الموسم بالخجول.
وعند تتبعك لمساحات الزراعة ستجد أنها كانت في العام 2000 حوالي 500 دونم لتنتج 55 مليون زهرة، حتى وصل الحال في عام 2016 إلى 15 دونما، يملكها 10 مزارعين ينتجون حوالي 35 ألف زهرة للتسويق المحلي، بينما بلغ عدد الأزهار عام 2019م، 20 ألف زهرة تسوق محليا.
يذكر أن زراعة الزهور عرفت في فلسطين منذ القدم، إلا أنها اقتصرت على الزراعة المنزلية، وفي الحدائق العامة؛ أما زراعة الزهور لأغراض تجارية، فقد عرفت في قطاع غزة على وجه الخصوص عام 1991، واتسع نطاقها في عام 1998؛ إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحته ألف ومئتي دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.
ويبدأ موسم زراعة الزهور في شهر يونيو حتى يحين موسم حصادها نهاية ديسمبر، أو وسط يناير، وتستمر طيلة تلك الفترة العناية بالمحصول.
بدوره، ذكر أدهم البسيوني، المتحدث باسم وزارة الزراعة أن تجارة الورود تراجعت بفعل انهيار الاقتصاد في قطاع غزة، جراء استمرار الحصار للعام الـ 13 على التوالي، الأمر الذي أدى إلى تناقص في مساحة الأراضي المزروعة بالأزهار عاما بعد عام، مما حول قطاع غزة من مصدر للورود إلى مستورد لها.
وأرجع البسيوني ذلك إلى الحصار الإسرائيلي وتبعاته على أوضاع الناس، وإغلاق المعابر، والمشاكل التسويقية خارجيا ومحليا، وعدم ضمان التصدير، وارتفاع تكاليف الزراعة مقابل عدم وجود عائد، مبينا أن الأسباب مجتمعة كبّدت المزارعين خسائر فادحة، فاضطروا إلى تجريف الدفيئات التي يزرعون بها الورد، واستبدلوها بمحاصيل أخرى".
ووفق قوله، فإنه العام السادس على التوالي الذي تحرم فيه (إسرائيل) زهور غزة من الوصول إلى الأسواق الأوروبية بعدما كانت تلقى رواجا لافتا في المناسبات السنوية، لاسيما في احتفالات رأس السنة.
وبحسب اطلاعه، فإن الدونم الواحد من الورود يستهلك 1300 كوب من المياه العذبة، مقارنة بالخضراوات التي يستهلك الدونم الواحد منها 800 كوب، ولا يشترط عذوبة المياه.
ومن أصناف الزهور التي تُزرع في غزة: اللوندا والجوري والقرنفل والخرسيوت والألمنيوم والجربيرا، حيث تباع الوردة الواحد في أوروبا بما يقارب 6 دولارات، في حين تباع في غزة بسعر لا يتعدى الدولارين.