قائمة الموقع

هآرتس: 3 استنتاجات من تصفية سليماني.. نتنياهو الرابح الأكبر

2020-01-05T21:55:00+02:00
صورة "أرشيفية"
القدس المحتلة- الرسالة نت

تحدثت صحيفة عبرية، عن بعض الاستنتاجات من عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد فجر الجمعة الماضي، مؤكدة أن "الرابح الأكبر" من العملية هو رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية بنيامين نتنياهو.

وأوضحت "هآرتس" في مقال نشرته اليوم للكاتب الوف بن، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "أراد الامتناع عن التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط بعد فشل أمريكا في العراق وأفغانستان، لقد أدرك أن الرأي العام الأمريكي مستاء من مغامرات عسكرية بعيدة، لذلك كان يأمل الاكتفاء بخطاب عدائي وفرض عقوبات على إيران، إضافة لرمي بعض عظام الدعم للسعودية وإسرائيل".

وأضافت: "لكنه مثل أسلافه، اكتشف أن المنطقة تفرض نفسها على سياسة الولايات المتحدة الخارجية، حتى عندما تكون الدولة العظمى غير معتمدة على نفط المنطقة، رغم الميل المبرر للتركيز على التحدي الصيني في آسيا"، منوهة أن "امتناع ترامب عن الرد العسكري على تدمير منشآت النفط في السعودية، تسبب بقلق كبير في أوساط أصدقاء أمريكا في المنطقة".

أما المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فقد "خشيت أن تبقى مكشوفة أمام سليماني، وقامت بعد الصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها مباشرة نحو إسرائيل، وحذرت من أن الحرب القادمة تقترب، وتم تفسير الضعف الأمريكي كإغراء لإيران على رفع المقامرة وزيادة الجرأة".

ونوهت أن "المواجهة لم تتأخر في الاندلاع حول السيطرة في العراق، الذي اعتبر في إيران كدولة تحت الجناح، وفي واشنطن موقع خارجي حيوي"، مشيرة إلى أن ترامب استشعر "الضرر الشديد" الذي يمكن أن يتسبب به حادثة السفارة الأمريكية في بغداد على إعادة انتخابه، حيث تذكر الضرر الذي أصاب منافسته هيلاري كلينتون، بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي عام 2012.

وأشارت إلى أن "ترامب اختار الهدف، في حين كان التنفيذ كان رائعا"، منوهة أن "ترامب فهم أن الثمن السياسي للامتناع عن تنفيذ العملية، سيكون أعلى من الانتقاد لخطر الحرب".

خطأ استراتيجي

وبينت الصحيفة، أن "سليماني قائد شجاع، وزياراته المتواترة للجبهات، عززت مكانته في أوساط جنوده، كما أن حركته المكشوفة في مطار بغداد مع قادة المليشيا الخاضعة له، أظهرت ثقة زائدة بالنفس واستخفاف بقواعد الأمان الأساسية"، معتبرة أن "الخطأ الأعمق له كان استراتيجيا وليس تكتيكيا".

وذكرت أن "القوات التي ترأسها سليماني حظيت بحرية العمل، طالما أنها كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة أو على الأقل لم تزعجها، حيث تعاون مع واشنطن لتحطيم العدو المشترك داعش، وسلمت أمريكيا بعملياته لإنقاذ نظام بشار الأسد، وفي اللحظة التي توجه فيها مباشرة ضدهم، تمت تصفيته، مثل سياسة إسرائيل تجاه الشخصيات الكبيرة لحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة".

وعن تهديدات إيران بالانتقام، قالت "هآرتس": "يجب علينا أن لا ننسى، أنه لا يوجد لإيران أي سبيل للمس بالولايات المتحدة، فهي مكشوفة تماما أمام كل القدرات العسكرية التي يمكنها تخريب منشآتها النووية وصناعة نفطها والمس برؤوس النظام".

وأضافت: "في حال أصيبت إيران بالجنون، وقامت بمهاجمة واشنطن، فهي ستكتشف أن هذا لن ينتهي في أي يوم بصورة جيدة"، بحسب الصحفية.

هدية 2020

وتحت هذا عنوان: "هدية السنة الجديدة"، نبهت أن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، "فقد حقا من اعتبره العدو الكبير، المتمثل في الجنرال سليماني، وهو الآن سيضطر إلى خلق منافس جديد".

وأكدت أن "الرابح الأكبر من تصفية سليماني هو بنيامين نتنياهو"، مضيفة: "لقد كان هذا الأسبوع ناجحا بالنسبة لنتنياهو، فمن قمع تمرد جدعون ساعر، وخوفه من المحكمة العليا بشأن مناقشة أهلية متهم جنائي لتشكيل حكومة، حتى طلب الحصانة، التي ستضع جانبا لوائح الاتهام ضده لفترة طويلة في الكنيست، حتى انتهى الأمر بعملية أمريكية أعادت للعناوين "الوضع الأمني" وأزالت منها ملفات الفساد".

وقدرت أنه "في حال كان هناك تصعيد أمني، سيزداد الضغط على بني غانتس ويئير لبيد، قادة "أزرق أبيض"، من أجل الدخول لمقر الكرياه (مقر وزارة الحرب) ووزارة الخارجية في ظل حكومة نتنياهو"، معتبرة أنه "من السابق لأوانه الحديث عن حكومة وحدة".

ورأت أن "إسرائيل يجب عليها أن تجتاز قبل ذلك الحملة الانتخابية وحرف التركيز عن لوائح الاتهام والحصانة، إلى العمل في وجه التهديد الإيراني، وهذه هي هدية السنة لنتنياهو"، مبينة أن "رفع نسبة التصويت في معاقل الليكود، وانخفاضها في المجتمع العربي، سيمنح نتنياهو حبل النجاة من القضاء والعزل، وسيسهل عليه إدخال غانتس ولبيد للخيمة وتحييدهما".

وقدرت الصحيفة، أن "الوضع الأمني يساعده في أن يخرج من البيت ناخبي اليمين، الذين سئموا منه بسبب الفساد، ولكنهم سيضعون ذلك جانبا من أجل إنقاذ إسرائيل من إيران".

وأكدت أن "بقاء نتنياهو مرتبط، بنجاحه في الحفاظ على جدول الأعمال الأمني في العناوين خلال الأسابيع الثمانية القادمة".

عربي 21

اخبار ذات صلة